12 Aug
12Aug

يروى عن الفيلسوف الالماني كانت انه لجأ الى القضاء ذات مرة مدعيا ان جيران له قد اقتلعوا شجرة كانت في بيتهم فعكروا مزاجه وعرقلوا انسياب تفكيره ونالوا من قدرته على الكتابة والتأليف وقال دفاعا عن وجهة نظره ان الشجرة وان كانت ملكا للجيران من حيث جذعها واغصانها واوراقها وثمارها فان ملكيتها ليست وقفا عليهم فهي منظر للناظرين ومصدر وحي للمفكرين..ترى ماذا يقول ذلك الفيلسوف لو كان نصيبه العيش معنا ويشاهد سيد الشجر ثابت الجذع خلع العطش رأسه او رجل اغراه المال فعمد الى اجتثاث العشرات من نخيل بستانه طمعا في ارضه ..لو كان كانت بيننا لقادنا هرولة نحو المحاكم لرفع شكوى ضد المتسبب بعطش من ذوى من اشجار النخيل وعلى من فعل مجازر تجريف البساتين  ليعري التربة ويزيد من لهيب اسعار التمور التي وصلت نحو 3000_4000للكيلو الواحد وربما مدنا بالشجاعة في البوح على اعتاب المحاكم بأن النخلة هي ملك لصاحبها بثمرها _الغني بجميع الفيتامينات والطارد بتناول القليل منه للسحر والحسد _وسعفها المادة الاولية للصناعات الشعبية والتراثية من سلال وحصران واطباق وزنابيل وسرائر ومكانس وكربها واحشائه كمادة وقود لكنها ملك للعامة منذ ان كانت ارض السواد تعج ب40مليون   نخلة في العقد السبعيني من القرن الماضي وتنحني كل التمور امام حلاوة وكثرة اصناف ونظافة التمر العراقي وجمال طرق عرضه وتسويقه نعم اشجار النخيل ملك للناس ما دامت تثبت التربة وتصد تطاير الغبار وتلطف المناخ وتلهم الشعراء  ويريح منظرها الابصار وتحمي المشتري من ارتفاع  الاسعار.


الاراء الواردة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي وكالة انباء "النافذة"

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - وكالة انباء النافذة