17 Jul
17Jul

مخطئ من ظن يوما أن اللعبة السياسية ترجمة لحوافز فطرية أو أنها مجرد استجابة غريزية يفرغ الجسم من خلالها شحنة من الطاقة الكامنة ويتلهى بها الإنسان الممارس ثم يواصل نشوته ويعود إلى هدوئه، ومخطئ كذلك من يعتبرها مسرحا للمكر أو وكرا للخداع؛ القائل فيها غير مكذوب والوعد فيها غير منجز؛ والحالم فيها لا يستيقظ أبدا.إن اللعبة السياسية عكس كل ما تقدم؛ لعبة جدية، خطيرة، غامضة، منهكة، مكلفة، تحتاج نفسا طويلا، ويدا بسبعين ذراع؛ ورأسا بعددها من الأعين الدوارة التي ترى من الخلف أكثر من الأمام؛ وترى في الظلام بوضوح أحسن من رؤيتها في وضح النهار.عندما تولى السيد السوداني رئاسة الوزراء؛ أرسى جوا من التهدئة السياسية لم يسبق له مثيل، حتى زاحمت المخالفة، الجهات التي دعمت وصوله الى سدة الحكم، وشهدنا وجودا كثيفا للمحافبن ا في صفوغ المحيطين والمتحلقين حوله؛ المنكب بالمنكب والساق بالساق!لم يترك لشيطان المشهد فرجة؛ حتى صار كقاصية الغنم يتودد لثعلب النفعية السياسيةاستمر الحال رتيبا على ذلك ردحا من الزمن السياسي الهادئ الجميل؛ هدوء وجمال..لكن مع الشروع بإجراءات الأنتخابات المحلية(مجالس المحافظات) بدأت تطفو على سطح التنافس السياسي مكدراته؛ فاهتز الهدوء، ولاحت تصدعات اتسعت منها مواقع تنذر بتطاير الشظايا الحارقة!.إن البوادر التي بدأت تكدر صفو الجو السياسي الذي يغطي الأفق السياسي الداعم للرئيس مؤداها بالأساس صراع القوة والمصلحة؛ واختلاف زوايا النظر السياسي؛ تلك الزوايا التي تكبر في عين عظيم قوم يصغر هو في نظر أقوام آخرين بصغيرهم وكبيرهم ثم يحصل التنافر، ويتضرر نسيج الوئام الذي حاول السيد السوداني نسجه بنية طيبة وإخلاص مؤكد، والخلص من حوله بخيط الألفة، وسقوه بماء الوحدة الوطنية؛ الذي بدأ يرمض بلهيب زفرات أولى الترشيحات والاختيارات، في وقت كان يراد منها أن تكون رميضا يعقب الصيف السياسي، ويطفئ سخونته إيذانا بإطلالة خريف ندي ماتع!!تلك هي حكاية الإشتعالات التي تحصل هذه الأيام، وسيحدث منها كثير..!ما نتمناه مخلصين، أن لا تحرق هذه الشظايا المتطايرة من جسم السياسة المنهك، بعد أن ظهر متماسكا طكيلة الفترة المنصرمة، ذلك الوجه السياسي الصبوح؛ القادم بوداعته التربوية من بيئة تهذيب وتنقية، ألبسته وضاءة حينما خط في بستانها خطوطا عريضة تؤسس للنهوض؛ قبل مغادرته إلى بيئة السياسة، حيث وحل المصالح السياسية يطوق مصالح البلاد والعباد؛


* ملاحظة: المقالة تعبر عن رأي صاحبها *
 

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - وكالة انباء النافذة