التعصب والفردانية ! لقد باءت كل المحاولات الفردية أو الجماعية في التاريخ بالفشل عندما دعت إلى الوحدة والفردانية والغاء الآخر ، ومحاولة فرض الرأي الواحد ، بل أدى إلى المزيد من التعصب والتزمّت ، إذ أن الإنسان كائن إجتماعي مجبول على العيش مع الآخرين المختلفين عنه فكرياً وعقائدياً وقومياً وإثنياً ، لذا فإن قبول الآخر المختلف هو ضرورة من ضرورات التعايش المشترك ، والدفع بعجلة التقدم والمدنية . لا شك أن وجود السلام لايعني غياب النزاعات ، لأن النزاعات هي نتيجة الاختلاف الذي هو سنّة الوجود والإختلاف مستمر بإستمرار الوجود الإنساني ، أما عملية البحث عن السلام فهي عملية البحث عن إيجاد الحلول لتلك الاختلافات الموجودة بطرق سلمية عن طريق الحوار والمعرفة الإنسانية . الإختلافات الفكرية والعقائدية بين البشر هي نعمة ، وهي من الحقائق الثـــــــــابتة بصرف النظر عن بيئة الإنسان وتكوينه وهي بالتالي إنعاش للوعي ويقظتة وتجدد في الفكر من أجل التطور في الحياة ، فلا تحولوها إلى نـــــــقمة عن طريق التعــــــصب والفردانية !
الاراء الواردة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي وكالة انباء "النافذة"