الدول العربية يحكمها اشخاص وليس أنظمة تخضع لحكم المؤسسات ودساتير، لذلك إذا أصبح أمر العباد بيد حاكم اوصلته الصدفة ليعتلي عرش المملكة أو رئيس للدولة، فيحكم شعبه وفق آرائه، يسوقهم كيف هو يشاء.
طبيعة الأنظمة الدكتاتورية العربية، يختلفون أكاذيب بتعرضهم إلى مؤامرات انقلابية، ولنا بمسرحية جريمة قاعة الخلد، التي افتعلها صدام جرذ العوجة الهالك وعارها، واستهدف رفاق دربه من قيادات البعث، فقام بتصفيتهم ليخلو إليه طريق الوصل للسلطة والتفرد بها.
حكام العرب يرفعون شعارات ظاهرها تتخذ طابع ثوري، لكن حقيقتهم أنهم اراذل، ليسوا أهل أن يتلبسوا بلباس الثورية والتحرر، ومن عادة الحاكم العربي، ينفذ أوامر أسياده، يغضب لغضبهم، ويفرح لفرحهم، يتخذ من فلان دولة عربية أو إسلامية جارة إلى بلاده عدوة له، ويأمر الفيالق الإعلامية لشن حملات تشويهية، ثم تأتيه الأوامر بالتصالح، بين عشية وضحاها يتحول العدو الى صديق، ونفس الفيالق الإعلامية التي كانت تشتم وتسب، تتحول إلى أبواق للتصالح، والتعاون، وعلى قطعان البهائم، التطبيل والتزمير وإلقاء قصائد الشعر لمدح خطوة سيده الحاكم، في كلا الحالتين وفي كل الأحوال، يمتهن هؤلاء الطبالين مهنة الرقص ومهنة الشتم، هناك من يقول، ليست المشكلة في الحاكم الذي يسوق القطيع، انما في القطيع الذي لم يسأل نفسه لماذا هذا بالامس عدو واليوم صديق، لكن في الواقع العملي على الأرض، يقول، أن المشكلة الحقيقية تكمن في دول الاستعمار التي دعمت أنظمة عربية جائرة وظالمة استعبدت واذلت شعوبها بطرق قبيحة، والانكى أن الحاكم العربي المستبد، يقوم في جمع كل الحثالات والشذاذ والمتملقين والمجرمين والقتلة ليكونوا يده التي يبطش بهم شعبه، لذلك تعرض الشعوب العربية للظلم والاضطهاد ولفترات زمنية طويلة جعلت البيئة المجتمعية بيئة جاهلة وساذجة تنتج طبقات ثقافية وسياسية جاهلة غبية لاتميز بين الصديق والعدو.
عشنا في دول غير عربية، الحاكم موظف لخدمة شعبه، مقيد بدستور ومؤسسات تحاسب الحاكم إن خرق الدستور، والأنكى بشعوبنا العربية، المواطن اذا تعرض للظلم حتى وإن طرق أبواب المسؤولين لم يتم رفع الظلم عنه، انا شخصيا تعرضت لمواقف في مملكة الدنمارك، كتبت رسائل إلى الملكة وكتبت إلى رئيس القضاء الأعلى لم يتم تجاهل رسائلي، بل تم الإجابة عليها برسائل تحمل توقيع الملكة وتوقيع رئيس مجلس القضاء، وتم حل مشكلتي، بينما بالعراق حتى لو تتوسل وتكتب إلى المسؤولين بالرئاسات الثلاث ورئيس السلطة القضائية والوزير المسؤول يتم تجاهل طلبك واصلا لم يستلموا حتى طلبات التوسل.
في الختام يفترض بالمسؤولين العمل على كسب ثقة المواطن العراقي، السياسي الناجح الذي يستطيع كسب المواطن العراقي.
* ملاحظة: المقالة تعبر عن رأي صاحبها *