لعل من المشكلات (العويصة) التي تواجه رئيس الوزراء محمد شياع السوداتي في مرحلته الحالية هي خروج القوات الامريكية من العراق ويفترض ان يكون القرار شرعيا اي ان يكون البرلمان هو من يقترح مثل هذه الخطوة او يجري تصويتا عليهابسبب الاعتراضات من الكتل السياسية سواء في المناطق الغربية او الشمالية اذا يشكك بعض المراقبين خروج قوات التحالف واعتبارها مجازفة غير محمودة العواقب وان نداعياتها قد تكون خطيرة حيث ينتعش الشك والهواجس وعدم االاطمئنان مع وجود المجاميع المسلحة والسلاح المنفلت الذي لم تحسم امره الحكومة بسبب عصيان القوى السياسية التي اتت با الحكومة ذاتها تلك القوى و التي تمتلك اجنحة مسلحة غير شرعية تناغم القوات المسلحة وتناضرها من حيث العدة والعدد تلك القوى لها حسابات ستراتيجية تتعلق بوجودها وديمومتها ورغم تاكيد السوداني ومن سبقه ان من اولويات الحكومة هو نزع السلاح المنتشر كونه يزعزع السلم الاجتماعي وهو شرط لبناء الدولة ومؤسساتها وخصوصا تلك التي شكلت الحكومة اذا لاتزال هذه القوى تشعر بالخوف والقلق من فقدان الحكم الذي فازت به في الانتخابات هذا الهاجس يكاد يبتلع الاطار الديمقراطي للدولة ومؤسساتها لانه يشكل شرخ في صميم بناء الدولة مع وجود جيش كبير يساهم به كل ابناء الشعب العراقي ياتمر بامر القائد العام للقوات المسلحة وهو رئيس الوزراء حسب ما اكده الدستور العراقي وهنا ينبثق تساؤل هو لماذا هذا الاصرار على بقاء السلاح خارج اطار الدولة ؟رغم ان من يحكم هم اغلب من يمتلكون اجنحة مسلحة فما الغاية لبقاء السلاح اذا كان هناك جيش فاعل يستطيع الدفاع عن الوطن والمواطن ومن هنا ياتي خوف الكتل السياسية المتحالفة مع تيار الحكومة (الاطار التنسيقي)من الاستفراد بها في ظل الفراغ الذي تتركه قوات التحالف بفعل عوامل ومتغيرات عملت على التسريع بها مثلا الغاء المفوضية وتغيير هيكليتها وتغيير قانون الانتخابات والرج ع لنظام سانت ليغو الانتخابي مع وجود الاجنحة المسلحة وسطوتها وتهديدها للسلم والامن الاجتماعي وحسب تصوري ان السيد السوداني سيحاول على مضض التفاوض مع التحالف لكي تخرج القوات المشتركة بسبب الضربات الامريكية لمقرات الحشد الشعبي ورغم صعوبة المهمة اذا ليس من المعقول ان تترك امريكا ايران تمارس نشاطاتها بحرية في الساحة العراقية وتهديدها لامن الكيان الصهيوني (وهذا هو الهدف الامريكي غير المعلن) عن طريق تحريك ادواتها في المنطقة دون تدخلها المباشر اذا انها تناى بنفسها عن التدخل والمواجهة وتلك احدى صور ايران البراكماتية.
الاراء الواردة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي وكالة انباء "النافذة"