” السمعة هي حجر أساس السلطة وعن طريق السمعة تستطيع أن ترهب. السمعة سوف تحميك.
عليك أن تسعى لترسيخ سمعة تقوم على خصلة بارزة لديك كالكرم أو الأمانة أو الذكاء أو المكر، وسوف تميزك هذه الخصلة وتجعل الناس يتحدثون عنك، توفر لك السمعة الطيبة الكثير،ثم تأملها وهي تنتشر كالنار بين الهشيم. السمعة تضع حولك هالة تكسبك الاحترام والهيبة . السمعة الطيبة أكبر مصدر للفساد لانها دخان يعمي الاخرين من رؤية الحقيقة ” .
ــ كتاب : كيف تمسك زمام القوة، روبرت غرين.
في كل يوم تتحفنا حثالة تسمى امرأة باهانة موظف أو شرطي أو ضابط أوقفها لمخالفة حسب القانون ومن الواضح ان هذه ظاهرة واسعة .
الأسوأ أن بعض الأزواج الديوثين يدفعون بهن كوسيلة اغراء ومصيدة لرجال أصحاب نفوذ،
بل رأيت فيلما وثائقيا من مديرية شرطة بغداد ظهرت فيه ثلاث نساء طلبن النجدة من أزواج دفعوا بهن للدعارة.
علينا أن نبصق الحصاة ويكفي الاستعراضات الاخلاقوية لأن هذا وباء وعلى الأزواج المغفلين اليقظة لأن هناك أشياء كثيرة من خلف الظهر ونعرف بدقة عن أي شيء نتحدث من غير زنا المحارم وتبادل الزوجات ودعم الانحرافات وغيرها.
لا يمكن حكم شعب بنسيج أخلاقي نظيف متماسك بل يراد للعفن الوصول الى كل المساحات وهذه التفاصيل المهملة كالعادة من الخطاب السياسي المشغول بنقد المؤسسات والخطابات الكاذبة والخلافات، هي التي تصنع صورة المستقبل لان المستقبل ليس غيباً بل هو الآن، كيف نعيش وكيف نفكر. الحوادث التي تحدث في القاع ، في العتمة، هي التي تخلق الصورة الأخيرة للمستقبل، لأن التاريخ الحقيقي ” في الأسفل History from Below ” في المنسي والمهمل والمقصي من الخطابات، ونحن نبحث عن العطب في الأمكنة الخاطئة.
لا توجد إمرأة متزوجة ، كما في المشكلة الأخيرة مع ضابط المرور، تتصل بعضو برلماني نزق علناً دون حياء أو خوف من الزوج الذي يعلم وتتصرف بهذه الوقاحة بلا قناعة بكونها محمية مع ان هذا العضو يملك شققاً سرية في مجمع محروس للأوقات الخاصة مثل غيره في عواصم كثيرة.
محامية المتهمات العبقرية تقول إن سيارة المتهمات ليست للنائب بل تابعة لمكتب النائب وصديقه، بمعنى شبكة منظمة بتسلسل ورأس ونظام اتصالات وسيارات خدمات وفريق عمل وشقق تتجاوز الفرد.
من غير هذه الحادثة هناك ظاهرة ديمقراطية السرير حيث ترهن زوجات حثالات مصيرهن ومصير الابناء والاهل والازواج برجل متنفذ أو حتى للاطراء والشحن لذات مشوهة خاوية مقابل تعليمها الديمقراطية في السرير .
ما هو أخطر من ذلك أن بعض الأزواج يعلمون ويتظاهرون انهم لا يعلمون، القصة ليست سياسة بل منظومة تفسخ وتعفن وتحلل وهي علامات الكارثة القادمة من علامات كثيرة، حيث الفساد العام لم يعد مخجلاً،بل الخجل أن تكون بريئاً ونقياً وشريفا وتدخل بوجهك الحقيقي في حفل تنكري للعراة .
من غير المعقول أن السلطة الفاسدة تتساهل مع الأبرياء والأصحاء بل من مصلحتها تخريب آخر المساحات الناجية من العاهات والدخول في حقل المحرم.
في مجتمع يقوم على السمعة والخلفية العائلية والصيت وليس الكفاءة والنزاهة والقدرة كما في الدول الديمقراطية، تتحول السمعة الطيبة للأصل والأسرة الى سلاح خطير لكل ما هو لا أخلاقي ، لأن السمعة تعمل ما تعمله قنابل الدخان عند انسحاب الجيش من المعركة كغطاء للتخفي، وليس من المستغرب ان يلجأ اللص والفاسد الى الاستعانة بتراث العائلة لمواجهة جريمته كسلاح وتحويل الجريمة الشخصية الى قصة تصفية حساب سياسية لحشد الغوغاء والاتباع، مع أن سمعة الأهل والأجداد تنتهي بهؤلاء الأنذال وتتحول السمعة الطيبة المتوارثة كقلادة ذهب على رقبة بغل.
* ملاحظة: المقالة تعبر عن رأي صاحبها *