هذه المرة بدأت رائحة الانتخابات البرلمانيّة تفوح باكراً وبدأت معها استخدام التسقيط واللعب بالمال السياسي العام وبدأت معركة الدعايات الانتخابية هذه المرة بالتركيز على الطبقات الفقيرة في المجتمع من خلال وجبة دسمة تضم بعض مفردات المواد الغذائية التي يحتاجها المطبخ العراقي او ربما وجبة افطار شهي كتب على غلافها صياماً مقبولاً وافطاراً شهياً…هذه المرة لم تبدأ بالصور الملونة الجميلة ومعها شعارات اكثر جمالية واكثر غرابة احيانا عندما يبدي المرشح استعداده لتنفيذ كل المطاليب مستخدماً العصى السحرية ومعلناً امكانيته بالذهاب بمن ينتخبه الى سطح القمر لو تطلب الامر ذلك ناهيك عن التعيينات وبناء المساكن وتبليط الطرق وحل مشكلة الكهرباء التي اصبحت من المعجزات وقد تم اضافتها الى العجائب السبعة… وكذلك يقوم بإعطاء وعود ما انزل الله بها من سلطان وتعجيزية لا يمكن ايجاد حلول لها… كل هذا وقد يتناسى او لا يعرف جيدا ان الحكومة العراقية قد اغلقت ابواب التعيينات في موازناتها الانفجارية لأسباب خارجة عن ارادتها وبحجج واهية واعذار كاذبة وغير مبرر لها… نعم اخي المرشح يجب ان تكون حدود برنامجك الانتخابي من (العلاگة وجاي ) واترك الوظائف ومشكلة الكهرباء لأهل الشأن والاختصاص في مجال السرقات الدولية فأنت في حالة فوزك مجرد من كل ارادة وليس لك الحق ان تتكلم او تفرض قرارك على ارادة الاحزاب الكبيرة وكل ما يعطوك من حق هو كلمة نعم اولا وكل كلمة لها ثمنها وسعرها الخاص في البرلمان العراقي… فلا تبالغ كثيرا في دعايتك الانتخابية لربما تفوز وسوف يكون عليك التزامات لاتستطيع الوفاء بها…وعودة على بدء والحملة الانتخابية فإنني ارى هذه المرة بداية قوية للانتخابات باستخدام سلطة المال وبغض النظر عن عدم سؤال المواطن البسيط عن المصدر ومن اين لك هذا الا ان الامور تبشر بخير فقد ابلغني احد الاصدقاء وهو يسكن في حي الفقراء ان مجموع ما استلمه لحد الآن تجاوز العشر سلات غذائية وانه هو وعائلته مازالوا بانتظار أحد المرشحين الذين سوف يزورهم ويقومون بتوزيع مبالغ مالية عليهم.. نعم اليوم وصل حلم المواطن البسيط وآماله على المرشحين بدعوته على وليمة انتخابية دسمة او سلة غذائية يسد بها رمق جوع افراد عائلته ولايعنيه ان فاز فلان او اصبح فلان وزير لأنه قد وصلت به القناعة ان الحكومة القادمة ومجلس النواب ليس افضل من الحكومة الحالية وان شعارات الانتخابات لا تدوم طويلاً لتتحول بعدها عند الاغلبية انا ومن بعدي الطوفان ثم تغلق كل الموبايلات ومواقع التواصل الاجتماعي للمرشح الفائز ويبقى المواطن ينتظر اربعة سنوات قادمة حتى يحصل على منح وسلات غذائية اخرى وهنيئا لنا بديمقراطية العم سام وهي تصنع لنا في كل دورة برلمانية عوائل اقطاعية جديده تكسب ثروات طائلة من اموال الشعب تحت مسميات مخصصات وتحسين الحالة الاجتماعية وعقود وهمية وسماسرة في اغلب وزارات الدولة ودون اي رادع قانوني….(واستلم علاگتك يافقير وخلي اخوك يصعد على اكتافك للبرلمان ) ومازالت الطبقات المثقفة تبني آمالها وتمني نفسها بمقولة لا يصح الا الصحيح وها قد تجاوزنا مرحلة الخمسينيّات من العمر ولم نرى هذا الصحيح يوماً.. وانه مجرد كلام نحفظه منذ نعومة اظافرنا مثله مثل غيره من المحفوظات في عقولنا كأنشودة بلاد العرب اوطاني… والامة العربية من المحيط الى الخليج وكلها اوهام مكتوبة على ورق لا يوجد لها اي أثر على ارض الواقع….وانتخابات حره ونزيهة كما مكتوب في لوائح قانون المفوضيّة المستقلة للانتخابات ورمضان كريم وكل انتخابات ونحن معكم….
* ملاحظة: المقالة تعبر عن رأي صاحبها *