انشغلت وللاسف الشديد وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي في اثارة قضايا تافهة وصنعت من رموزها مشاهير اشاعوا الفاحشة وجمعوا المليارات مقابل ذلك تهميش وتجاهل لمبادرات انسانية تعزز القيم الاصيلة وتشيع المحبة والامل في المجتمع.
والامثلة كثيرة جدا لكننا لم نطلع عليها بسبب النهج المنحرف للتغطيات الاخبارية والسعي وراء الاثارة باشكالها كافة وترك كل ماهو جاد ومفيد للانسان كي لاتراه الجهات ذات العلاقة وترعاه وتنميه وتطوره ليكون نهجا لهذا الجيل في بناء الوطن وتحسين بيئة الحياة والابداع ونشر العدالة….. وبدون انحياز او مجاملة سنوجز مبادرة انسان عراقي اصيل حرمه الروتين من ابسط مستلزمات الحياة واخرجوه على التقاعد بنصف الراتب بعد رفض دائرة التقاعد احتساب خدمته العسكرية…..هذا الرجل لايعرف الياس فحاول ان يصحح وضعه الدراسي فنزل لسوق العمل اليدوي في ساحة الطيران ليؤمن قسط الدراسة المسائية في كلية الاعلام وقوت عياله… وفعلا حصل على البكلوريوس …وحين وجد عملا في الصحافة. تطوع لسنوات عديدة لخدمة كبار السن في دار المسنين مجانا فصار رمزا لمحبتهم عوضهم عن جحود الابناء والاحفاد…. بعد جهد عينته وزارة العمل….ومرة اخرى وجد نفسه في الشارع يقف في طابور عمل البناء في ساحة الطيران بعد ان رفض العمل في منابر اعلامية بدون ضمير او قضية….. وبعد كل الذى جرى كنت اعتقد ان عبد الكريم الخزرجي الذي يحرص ان بحمل كامرته ويوثق مايراه مشرقا ….وبعد كل هذا العوز والحرمان والظلم ساجده حاقدا متجهما منزويا يلعن الجميع…. وبالصدفة وجدته في حديقة صغيرة قرب جامع الخلاني….بادرته بالسلام وسالته ماذا تفعل ياصاحبي ..ورد بابتسامة معبرة لقد تطوعت للعمل في مكتبة الجامع وخطرت لي فكرة المساهمة بنشر ثقافة حماية البيئة وحب الزراعة والمساعدة في اعادة الحزام الاخضر لبغداد وحث الناس للزراعة حتى ولو في سندانة بسيطة بل نجحت في تحويل بقايا الدمى والملابس والحاحات المنزلية المتروكة لحاويات للزهور والاشجار….وقمت باكثار النباتات وتوزيعها مجانا وكان شعاري( نعمل الحزام الاخضر مصدا للريح ومكانا لاعشاش الطيور) وبيوتنا واحة للزهور تبث فينا حب الحياة والامل.. هذا الرحل وتصرفاته قد يبدو غريبا بمقاسات الزمن المادي والفساد الاداري لكن في معايير الشرفاء والحكومات الرشيدة ووسائل الاعلام المفيده تموذجا وقدوة للانسان المؤمن المحب لوطنه وانسانيته وهنا ندق الاجراس كي تنتبه الحكومة لهذه المبادرات وتحتضنها وتكرم هؤلاء البشر الذين يؤسسون لعمل تطوعي حقيقي نحن الاحوح اليه وتعميمه على كل المنظمات والتجمعات…فهل هنالك من يسمع رنين الجرس ويفتح الابواب لمبادرات الخزرجي الصحفي والعامل والمزارع والمتطوع لفعل الخير والجمال ام ان الروتين والانشغال بالترهات سيجعل اذانكم من طين وعجين ..! فهي لاتسمع ولا ترى عبر المنابر الاعلامية المزيفة. الا طبول البلوكرات وهزات اردافهن وحوارات النفاق السياسي ونعيق الانتهازيين واخبار اللصوص وتجار المخدرات….ياحكومة الاصلاح انزلي لارض الواقع لمعرفة الحقيقةوبدون ذلك لا اصلاح ولاحياة لمبادرات وابداع..!
الاراء الواردة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي وكالة انباء "النافذة"