اللياقة البدنية من الامور المهمة التي يجب ان يتمتع بها من يتخرج من الكليات والمعاهد العسكرية ، وهي مكملة لشخصية الضابط هذه حقيقة نعلمها ونعلم مدى اهميتها ، لكن ان خرجت عن طورها تصبح اداة قتل .
رسالتي اليوم تخص دورة الضباط العالية رقم 53 في النعمانية ، فقد العراق في هذه الدورة ثلاث شباب سقطوا نتيجة التدريبات العنيفة ، وانطوى سجلهم من الدورة ، وفتح سجل للاحزان والهم والقهر في بيوتهم ، نعلم جيداّ ان الموت امر الله وانه حق ، لكن لم يكن موت قضاء وقدر بحجم كونه كان تعذيب واهمال لجوانب مهمة يجب توفيرها اثناء التدريبات الخاصة ، نعم لكل انسان طاقة معينة على التحمل ومن التعسف تحميل الشباب فوق طاقتهم والسبب انهم مصرين على اجتياز الدورة والوصول الى غايتهم المنشودة في كفاحهم من اجل نيل المرسوم الجمهوري ليخدموا بلدهم .
يحدث هذا في مصانع الابطال فيا ترى ماذا يحدث في باقي الصنوف الاقل مكانة ؟ متى نعير لدماء ابنائنا الاهمية ونعرف قيمة شبابنا ، نتركهم دون تعليم ويكونوا عرضة للانحراف والموت ؟ ام نرسلهم الى الموت بايادينا ونقول انهم استشهدوا في ساحات التدريب ؟ ، هل يعلم من اشرف على قتل المتدربين في هذه الدورة ،ان المسبب الرئيسي هو من اهمل استحداث الاقسام الطبية التي من المفترض ان يكون وجودها دائمي في هكذا دورات ، لتقيم القدرات الجسدية لكل طالب ، ولتعطي التوجيهات النافعة للمدربين العسكريين ، لكن الذي يحدث اليوم فوضى مابعدها من فوضى ، وقتل باهمال مع سبق الاصرار والترصد .
لا نشك بمهنية وزارة الداخلية ، ونحترم ونقدر المجهود الكبير الذي يبذل من اجل خدمة الوطن ، لكننا نعلم حجم النكسات التي اعقبت سقوط النظام ، وما تلاها من مشاكل عصفت بعموم مفاصل البلد ، وكلنا ثقة ان وزارة الداخلية لن تغفل عن هكذا امور مهمة تضمن سلامة شبابنا الابطال .
الرحمة والمغفرة لكل الدماء الزكية التي سقطت على ارض الوطن ، والصبر والسلوان لذوي الشهداء ، وعسى ان لاتنسى وزارة الداخلية انها مدينة لذوي من اريقت دماءه في ساحات تدريباتها .
* ملاحظة: المقالة تعبر عن رأي صاحبها *