13 Apr
13Apr

لا شك ان الزيارة المرتقبة لرئيس الوزراء السيد محمد شياع السوداني تحمل بين طياتها الكثير من التفاصيل التي تحتاج لقرار موحد وبأجماع وطني يجعل الموقف العراقي قويا بما يكفي لفرض الارادة الوطنية قبالة الامريكيين الذين مازالوا يعاملون العراق على انه منطقة نفوذ وانهم قوة عظمى لها اليد الطولى في تأسيس النظام السياسي الحالي ،وبعبارة ادق فهم مستمرون بسياستهم التي فرضوها كقوة احتلال لها الوصاية على القرار العراقي لذا ينبغي الالتفات للنقاط التالية في اطار فهم مهمة السيد رئيس الوزراء والتحديات التي تواجهه للخروج بنتائج مقبولة على اقل تقدير :
اولا - اهم الملفات التي ستناقش خلال الزيارة.
ثانيا- الوفد العراقي الذي يرافق رئيس الحكومة.
ثالثا-توقيت الزيارة .
رابعا- الوضع الدولي الضاغط سياسيا وامنيا وستراتيجيا .
خامسا- موقف الاطار التنسيقي وفصائل المقاومة من شكل العلاقة مع الولايات المتحدة الامريكية ...

اولا:
يبدو ان الادارة الامريكية الحالية ادركت متأخرا ان العراق يخرج من قبضتها وان متغيرات المنطقة الضاغطة تتطلب نوعا من المرونة لئلا يتقلص نفودها للحد الادنى في المنطقة بسبب الاحداث الدامية التي جرت في اوكرانيا والاراضي الفلسطينية المحتلة ،فبعد ان كانت اميركا تدير الوضع العراقي بشي من الخبث والمكر بتحريك ادواتها ووكلائها المحليين عبر تهييج الاحتجاجات ومجاميع الارهاب والورقة الاقتصادية واثارة الاشكاليات مع بلدان المنطقة الحليفة لها للضغط على بغداد، وبسبب انشغالها بملفين مستجدين في اوكرانيا وصراع الناتو مع روسيا واحداث غزة وما رافق عمليات طوفان الاقصى من تحرك كبير لمحور المقاومة دفع الاميريكيين للتهدئة ومحاولة ايجاد معادلة جديدة وهي التدخل العسكري بالرد على ما تسميه بالرد على مصادر النيران عبر تتبع قادة الفصائل التي تنفذ عمليات القصف على القواعد الامريكية اضافة   لتنفيذ بعض العمليات التي تحمل بصمات اجهزتها الاستخبارية وبادوات محلية كما هو الحال في هجوم كرمان وذلك غالبا يزيد من نقمة الشعوب ويخرجها من حالة الحياد والتبرير الى  العداء العلني حيث تطرح الاسئلة من قبيل لما يسمح للاميركي التدخل وحماية واسناد كيان اجرامي قاتل مثل الكيان الصهيوني ولا يحق للشعوب الدفاع عن نفسها ونطرة شعب يتعرض للابادة رغم كم الروابط القومية والدينية والانسانية التي تربطنا به ؟؟ لذلك فسياسة الادارة الاميركية التي ادركت ان اوراقها الضاغطة قد سقطت من يدها لعدم تفرغها اولا ولان سياستها باتت مكشوفة وازدواجية معاييرها مثار تساؤل وحتى الورقة الاقتصادية التي تعتبر من اهم الاوراق التي لوحت باستخدامها تفرض تعاملا مرنا يختلف عن السابق مما يجعل الموقف العراقي اكثر قوة من ذي قبل لينتزع حقوقه ويحظى بما يريد شرط ان يكون الموقف العراقي موحد داخليا للمضي وتأكيد سيادته الوطنية ،من هنا فأن الاميركيين لجأوا الى التركيز بأمرين بحسب التسريبات وجدول اعمال الزيارة والتي ستناقش عدد من الملفات قد تكون درجة اولوياتها في المرتبة الثانية مثل مستقبل وشكل  الاتفاقية الاطارية كبديل عن الوضع الحالي بعد الانتقال للعلاقة الثنائية التي يرى فيها الجانب العراقي حلا معقولا ودائما في علاقته بالامريكيين  اما الملف الثاني فهو مجمل الاوضاع في الشرق الاوسط  ويبدو ان اميركا منزعجة من عدم سيطرة حكومة بغداد على الفصائل العراقية التي ترفع شعارات وسلوك مناهض ومعادي للوجود الاميركي والتبني الصريح للاحتلال الصهيوني وهي امور تهم الامريكيين اكثر من العراقيين الذين كانوا يطمحون لمناقشة جدولة الانسحاب وبحث تفاصيل علاقة ثنائية مستقرة وهو امر قد اجلته الادارة الامريكية لما بعد الانتخابات وتسمية ادارة جديدة ، ويبدو ذلك التفافا من قبل ادارة بايدن التي سربت اخبارا للجانب العراقي انها مستعدة لبحث التفاصيل الفنية ووضع جدول زمني للمغادرة بشروط اولها ان لا تهتز صورتها  داخليا ويصور الامر على انه هزيمة مذلة لها ،وتؤكد بعض المصادر ان المعنيين بالقرار الستراتيجي يتمسكون بوجود اميركي في القواعد العسكرية الاميركية في العراق يشبه تواجدهم ووضعهم في كلا من المانيا وكوريا الجنوبية واليابان وهو امر خطير يحتاج لدراسة معمقة ولا يمكن قبوله او اقراره باي حال بسبب حساسية الوضع العراقي في المنطقة ودستوره الذي يمنع ان تكون اراضيه منطلقا لاي تواجد اجنبي يهدد بلدان الجوار ، نعم طموح الحكومة العراقية هو نقاش التفاصيل المعطلة بصراحة ووضوح مثل تسليح الجيش العراقي ونقل سيادته الامنية برا وجوا وبحرا بعد امتلاك ادوات واسلحة تمكنه من ذلك وانهاء الهيمنة الأميركية وتحكمها بالملف الامني وملف الاجواء العراقية الذي يعد من اعقد الملفات ، كما ان هناك جدلا واسعا حول حصانة القوات التي تأتي للعراق ومدى التزامها بالقوانين الوطنية وعدم تنقلها الا بامر واشراف القوات العراقية ..


 

الاراء الواردة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي وكالة انباء "النافذة"


تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - وكالة انباء النافذة