14 Mar
14Mar

انها‭ ‬مثل‭ ‬السيف‭ ‬ذي‭ ‬الحدين‭:‬
إما‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬سنوات‭ ‬عجاف‭ ‬بصحتها‭ ‬وكسبها‭ ‬ومللها‭ ‬وقلقها‭ ‬وتأنيبها‭ ‬وآمالها‭ ‬الدنيوية‭ ‬الضامرة،‭ ‬وإما‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬سنوات‭ ‬عطاء‭ ‬من‭ ‬نوع‭ ‬ذي‭ ‬قيمة‭ ‬أكبر‭ ‬وقناعة‭ ‬وتفهم‭ ‬ورضا‭ ‬وطمأنينة‭ ‬وسعادة‭.‬
وبالطبع،‭ ‬فإن‭ ‬لكلا‭ ‬الحالتين‭ ‬اشتراطات‭ ‬في‭ ‬فهمها‭ ‬ودرجات‭ ‬الاستعدادات‭ ‬لها‭ ‬والتعايش‭ ‬معها،‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬نقفز‭ ‬على‭ ‬اختلافات‭ ‬ظروفها‭ ‬وخصوصياتها‭ ‬اللا‭ ‬ارادية‭.‬
فهم‭ ‬الزمن‭ ‬التقاعدي‭:‬
لا‭ ‬يمكن‭ ‬لإنسان‭ ‬أن‭ ‬يقدر‭ ‬زمن‭ ‬حياته‭ ‬التقاعدية،‭ ‬فعند‭ ‬بعضهم‭ ‬يطول،‭ ‬وعند‭ ‬بعضهم‭ ‬الآخر‭ ‬يقصر‭. ‬كما‭ ‬أن‭ ‬صحة‭ ‬الإنسان‭ ‬هي‭ ‬الأخرى‭ ‬تعيش‭ ‬اختلافات‭ ‬كثيرة‭.‬
ما‭ ‬يفيد‭ ‬تذكره‭ ‬هنا‭ ‬أنه‭ ‬يجب‭ ‬على‭ ‬الإنسان‭ ‬ان‭ ‬يفهم‭ ‬بتيقن،‭ ‬وانطلاقاً‭ ‬من‭ ‬حياة‭ ‬مليارات‭ ‬البشر‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬مئات‭ ‬وآلاف‭ ‬السنين،‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬لكل‭ ‬حياة‭ ‬نهاية‭ ‬موت‭ ‬محتومة‭ ‬لا‭ ‬يفيد‭ ‬معها‭ ‬علاج‭ ‬طبيب‭ ‬أو‭ ‬وصفة‭ ‬عطار،‭ ‬وبالتالي‭ ‬فإن‭ ‬عليه‭ ‬أن‭ ‬يتهيأ‭ ‬روحياً‭ ‬ونفسياً‭ ‬لذلك،‭ ‬وأن‭ ‬يتذكر‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يفيده‭ ‬ولا‭ ‬يستبقي‭ ‬من‭ ‬شيء‭ ‬خلفه‭ ‬سوى‭ ‬حسن‭ ‬أعماله‭ ‬أو‭ ‬سيئها‭! ‬حسن‭ ‬الأعمال‭ ‬بما‭ ‬أفاد‭ ‬به‭ ‬خلق‭ ‬الله،‭ ‬وسيئها‭ ‬بما‭ ‬أضر‭ ‬بهم‭.‬
من‭ ‬هنا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يتحدد‭ ‬فهم‭ ‬الإنسان‭ ‬لزمن‭ ‬تقاعده‭ ‬بما‭ ‬يمكن‭ ‬ان‭ ‬يستفيد‭ ‬منه‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬ينفع‭ ‬خلق‭ ‬الله،‭ ‬من‭ ‬ناحية،‭ ‬وتجنب‭ ‬أذيتهم‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى‭.‬
اشتراطات‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬الزمن‭ ‬التقاعدي‭:‬
من‭ ‬الطبيعي‭ ‬أن‭ ‬تبدأ‭ ‬تلك‭ ‬الاشتراطات‭ ‬بما‭ ‬اشرنا‭ ‬اليه‭ ‬من‭ ‬فهم‭ ‬لزمن‭ ‬وسنوات‭ ‬التقاعد‭ ‬الوظيفي‭. ‬كما‭ ‬ان‭ ‬الاستعداد‭ ‬لها‭ ‬يشكل‭ ‬هو‭ ‬الآخر‭ ‬دعماً‭ ‬للاستفادة‭ ‬منها‭. ‬الاستعداد‭ ‬لها‭ ‬بالقيام‭ ‬بالأعمال‭ ‬المفيدة‭ ‬الممكنة،‭ ‬وربما‭ ‬بالنوعية‭ ‬ذات‭ ‬القيمة‭ ‬القائمة‭ ‬على‭ ‬تراكم‭ ‬الخبرات‭ ‬والمعارف‭.‬
لكنني‭ ‬في‭ ‬ذات‭ ‬الوقت‭ ‬انبه‭ ‬هنا،‭ ‬وحتى‭ ‬أحذر،‭ ‬من‭ ‬المبالغة‭ ‬في‭ ‬آمال‭ ‬طويلة‭ ‬عريضة‭!‬
حذاري‭ ‬حذاري‭ ‬من‭ ‬جلد‭ ‬الذات‭ ‬أو‭ ‬الرغبة‭ ‬في‭ ‬الانتقام‭:‬
لكل‭ ‬إنسان‭ ‬في‭ ‬حياته‭ ‬أحلام‭ ‬لا‭ ‬تتحقق،‭ ‬كما‭ ‬وأن‭ ‬لكل‭ ‬انسان‭ ‬من‭ ‬الأخطاء‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬تفيد‭ ‬معه‭ ‬غير‭ ‬مغفرة‭ ‬الله‭ ‬وعفو‭ ‬الناس‭!‬
فلا‭ ‬تدع‭ ‬لفعل‭ (‬لو‭) ‬كنت‭ ‬قد‭ ‬عملت‭ ‬كذا‭ ‬أو‭ ‬لو‭ ‬لم‭ ‬أعمل‭ ‬كذا‭.‬
إملأ‭ ‬قلبك‭ ‬غنىً‭ ‬ورضا‭ ‬في‭ ‬عفوك‭ ‬عن‭ ‬من‭ ‬أخطأ‭ ‬اليك‭.‬
إزرع‭ ‬شجرة‭ ‬أو‭ ‬إحفر‭ ‬بئراً‭ ‬وفي‭ ‬الأقل‭ ‬قل‭ ‬كلمة‭ ‬طيبة،‭ ‬ولا‭ ‬تنسى‭ ‬أن‭ ‬تشجع‭ ‬الناس‭ ‬على‭ ‬كرم‭ ‬العفو‭ ‬والتسامح‭!‬


الاراء الواردة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي وكالة انباء "النافذة"


تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - وكالة انباء النافذة