25 Jan
25Jan

لعبت‭ ‬صناعة‭ ‬السينما‭ ‬منذ‭ ‬بدايات‭ ‬القرن‭ ‬العشرين‭ ‬دوراً‭ ‬ملحوظاً‭ ‬في‭ ‬تشكيل‭ ‬وعي‭ ‬المشاهد‭ ‬والتأثير‭ ‬في‭ ‬رأيه‭ ‬أزاء‭ ‬قضايا‭ ‬مهمة‭ ‬في‭ ‬حياة‭ ‬الإنسان‭.‬‭ ‬وليس‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬غرابة‭ ‬طالما‭ ‬يعرف‭ ‬الكثيرون‭ ‬كم‭ ‬هو‭ ‬تأثير‭ ‬الرسائل‭ ‬البصرية‭ ‬والسمعية‭ ‬والايحائية‭ ‬في‭ ‬عقل‭ ‬ووجدان‭ ‬المتلقي‭ ‬الحر،‭ ‬في‭ ‬الغالب،‭ ‬باختياره‭ ‬ورغبته‭ ‬في‭ ‬مشاهدة‭ ‬فلم‭ ‬ما‭. ‬هذا‭ ‬التأثير‭ ‬الذي‭ ‬تجتمع‭ ‬فيه‭ ‬خبرات‭ ‬وطاقات‭ ‬ومهارات‭ ‬حشد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬العاملين‭ ‬من‭ ‬منتجين‭ ‬وكتاب‭ ‬ومخرجين‭ ‬وممثلين‭ ‬بارعين‭ ‬وفنانين‭ ‬وتقنيين‭ ‬ومختصين‭ ‬آخرين‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬داعمة‭ ‬إخرى‭. ‬
وبسبب‭ ‬هذه‭ ‬الأهمية‭ ‬وتأثير‭ ‬ذلك‭ ‬الدور‭ ‬باتت‭ ‬السينما‭ ‬“مطبخاً”‭ ‬لصنع‭ ‬الميول‭ ‬وتوجيه‭ ‬المواقف‭ ‬لملايين‭ ‬المشاهدين‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬انخاء‭ ‬العالم،‭ ‬ساعدها‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬التطور‭ ‬المذهل‭ ‬في‭ ‬تقنيات‭ ‬صناعتها‭ ‬وسرعة‭ ‬انتشار‭ ‬عروضها‭ ‬وتكاليفها‭ ‬المناسبة‭.‬
ان‭ ‬السينما،‭ ‬باختصار‭ ‬شديد،‭ ‬هي‭ ‬أداة‭ ‬تأثير‭ ‬على‭ ‬العقل‭ ‬والوجدان‭ ‬وخيال‭ ‬الإنسان‭ ‬وعاطفته‭ ‬وغرائزه‭. ‬وهكذا‭ ‬تنوعت‭ ‬افلام‭ ‬السينما‭ ‬واختلفت‭ ‬أهدافها‭ ‬وتعددت‭ ‬مراميها‭.‬
وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬نود‭ ‬أن‭ ‬نتحدث‭ ‬عن‭ ‬السينما‭ ‬كأداة‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬مقاومة‭ ‬الإنسان‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬نيل‭ ‬حقوقه‭ ‬ضد‭ ‬متجاوزيها‭ ‬ومغتصبيها‭.‬
وليست‭ ‬هذه‭ ‬القضية‭ ‬بالجديدة‭ ‬على‭ ‬صناعة‭ ‬السينما،‭ ‬ولكننا‭ ‬نريد‭ ‬ان‭ ‬نلقي‭ ‬مزيداً‭ ‬من‭ ‬الضوء‭ ‬في‭ ‬تفعيلها‭.‬
غير‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬التفعيل‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬يتسم،‭ ‬حسب‭ ‬رأينا،‭ ‬بالتالي‭ ‬من‭ ‬المميزات‭:‬
‭-‬ان‭ ‬يتجنب‭ ‬أسلوب‭ ‬المحاكاة‭ ‬التي‭ ‬بات‭ ‬لا‭ ‬يستسيغها‭ ‬الذوق‭ ‬الفني‭ ‬للمشاهد‭.‬
‭-‬ان‭ ‬يتسم‭ ‬بملامح‭ ‬صناعة‭ ‬افلام‭ ‬جاذبة‭ ‬ومثيرة‭.‬
‭- ‬أن‭ ‬لا‭ ‬تقوم‭ ‬رواية‭ ‬الفلم‭ ‬على‭ ‬أكاذيب‭ ‬أو‭ ‬دعاية‭ ‬رخيصة‭ ‬في‭ ‬مضمونها‭ ‬وأسلوبها‭.‬
‭-‬أن‭ ‬لا‭ ‬تقتصر‭ ‬المقاومة‭ ‬على‭ ‬أساليب‭ ‬البندقية،‭ ‬وانما‭ ‬تتعداها‭ ‬الى‭ ‬أشكال‭ ‬المقاومة‭ ‬الفكرية‭ ‬والسياسية‭ ‬والثقافية‭.‬
‭-‬⁃أن‭ ‬تسند‭ ‬ادوار‭ ‬شخصياتها‭ ‬الى‭ ‬من‭ ‬هو‭ ‬مؤثر‭ ‬من‭ ‬ممثلين‭ ‬ومخرجين‭.‬
‭-‬ان‭ ‬لا‭ ‬يكون‭ ‬عمر‭ ‬الفلم‭ ‬قصيراً‭ ‬وعابراً،‭ ‬وانما‭ ‬يكون‭ ‬طويلاً‭ ‬في‭ ‬عقول‭ ‬ونفوس‭ ‬المشاهدين‭.‬
‭=‬واخيراً‭ ‬ان‭ ‬يتلقى‭ ‬المنتجون‭ ‬من‭ ‬الدعم‭ ‬ما‭ ‬يساعدهم‭ ‬على‭ ‬صناعة‭ ‬مثل‭ ‬هكذا‭ ‬افلام‭.


الاراء الواردة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي وكالة انباء "النافذة"


تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - وكالة انباء النافذة