لعبت صناعة السينما منذ بدايات القرن العشرين دوراً ملحوظاً في تشكيل وعي المشاهد والتأثير في رأيه أزاء قضايا مهمة في حياة الإنسان. وليس في ذلك غرابة طالما يعرف الكثيرون كم هو تأثير الرسائل البصرية والسمعية والايحائية في عقل ووجدان المتلقي الحر، في الغالب، باختياره ورغبته في مشاهدة فلم ما. هذا التأثير الذي تجتمع فيه خبرات وطاقات ومهارات حشد كبير من العاملين من منتجين وكتاب ومخرجين وممثلين بارعين وفنانين وتقنيين ومختصين آخرين في مجالات داعمة إخرى.
وبسبب هذه الأهمية وتأثير ذلك الدور باتت السينما “مطبخاً” لصنع الميول وتوجيه المواقف لملايين المشاهدين في جميع انخاء العالم، ساعدها في ذلك التطور المذهل في تقنيات صناعتها وسرعة انتشار عروضها وتكاليفها المناسبة.
ان السينما، باختصار شديد، هي أداة تأثير على العقل والوجدان وخيال الإنسان وعاطفته وغرائزه. وهكذا تنوعت افلام السينما واختلفت أهدافها وتعددت مراميها.
وفي هذا السياق نود أن نتحدث عن السينما كأداة في دعم مقاومة الإنسان من أجل نيل حقوقه ضد متجاوزيها ومغتصبيها.
وليست هذه القضية بالجديدة على صناعة السينما، ولكننا نريد ان نلقي مزيداً من الضوء في تفعيلها.
غير أن هذا التفعيل ينبغي أن يتسم، حسب رأينا، بالتالي من المميزات:
-ان يتجنب أسلوب المحاكاة التي بات لا يستسيغها الذوق الفني للمشاهد.
-ان يتسم بملامح صناعة افلام جاذبة ومثيرة.
- أن لا تقوم رواية الفلم على أكاذيب أو دعاية رخيصة في مضمونها وأسلوبها.
-أن لا تقتصر المقاومة على أساليب البندقية، وانما تتعداها الى أشكال المقاومة الفكرية والسياسية والثقافية.
-⁃أن تسند ادوار شخصياتها الى من هو مؤثر من ممثلين ومخرجين.
-ان لا يكون عمر الفلم قصيراً وعابراً، وانما يكون طويلاً في عقول ونفوس المشاهدين.
=واخيراً ان يتلقى المنتجون من الدعم ما يساعدهم على صناعة مثل هكذا افلام.
الاراء الواردة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي وكالة انباء "النافذة"