يبدو ان توقيع عقد الشراكة بين الاتحاد العراقي لكرة القدم مع رابطة الدوري الإسباني للعبة «الاليغا» لتنظيم دوري المحترفين ، لم يأتي بثماره المتوقعة ، لاننا اصبنا بخيبة أمل بعد مشاهدة الاحداث المتتالية من انسحابات واعتراضات على قرارات التحكيم والفار. صحيح ان دورينا تطور في بعض المفاصل المهمة منها النقل التلفازي واخضرار ارضيات بعض الملاعب ، لكنه مازال يعاني من استمرار تراجع الاهم وهو المدرب واللاعب والحكام الذين مازالوا غير قادرين على مواكبه التطورات الحقيقية في عملهم. كنا سعداء في شهر حزيران الماضي ، بعد الشروع بالخطوة الاولى المتمثلة بتوقيع اتفاقية الشراكة مع رابطة الدوري الإسباني للعبة «الاليغا» لتنظيم دوري المحترفين العراقي بحضور عدنان درجال ورئيس رابطة الدوري الإسباني خافير تيباس الذي يترأس الرابطة منذ 2013. واكدت تصريحات تيباس في حينها على ان الجميع سيبذل جهودا كبيرة من أجل إنجاح هذا المشروع وهو أكبر من مجرد كرة قدم ، ويتضمن تطوير المواهب الكروية في البلاد ورعاية دوري المحترفين وتحسين خبرات العاملين في الأندية والمدربين. لكن الواقع لم يكن حقيقياً وايجابياً لان ادارات الاندية مازالت لا تعيير اهتماماً لتطوير الملاكات التدريبية وكذلك اللاعبين ولم تسهم في زيادة الوعي عندهم من اجل تفادي الوقوع بالاخطاء في النهاية. كثرت الاعتراضات على قرارات الحكام الذين يبذلون جهود كبيرة من اجل انجاح الدوري بالرغم من ان اغلبهم لم يستلم اجور التحكيم منذ اشهر عدة ، وان الفريق الخاسر دائما ما يلجأ الى تبرير خسارته وتعليقها على قرارات التحكيم التي يعتبرها غير عادلة تستهدفهم شخصياً. وفي ظل وجود الفار في ملاعبنا توقع الجميع ان الاخطاء ستكون قليلة او معدومة ، لكن الاخطاء تواجدت بل ان بعضها سبب حرجا للفرق المتبارية وآخرها ما جرى في مباراتا القوة الجوية امام الزوراء والقاسم ، مما ادى الى اعلان الاتحاد العراقي على نيته بالتعاقد مع حكام عرب لقيادة مباريات الدوري المهمة من اجل اسكات بعض الاصوات المعترضة على التحكيم. ولا اعرف لماذا لا يستعين الاتحاد العراقي بالاتفاقية الموقعه مع «الاليغا» وتوجيه الدعوة لحكام من اسبانيا لقيادة المباريات طالما ان الهدف المعلن من الاتفاقية انجاح البطولة لان التحكيم يعتبر ركن اساسي للعبة. وهنا يجب ان اذكر بان الدوري الاسباني يعاني ايضا من بعض قرارات التحكيم حيث اعترض لاعبوا ريال مدريد على سياسة قناتهم الفضائية التي اتخذت منعطفًا تجاه حكام الليغا في الآونة الأخيرة، حيث خصصت فقرة ثابتة لإبراز أخطائهم خاصة في مباريات الميرنغي. واكد لاعبي ريال مدريد رفضهم ما يتم بثه في قناة النادي تجاه الحكام لانهم يعتقدون أن الأمر يضرهم أكثر مما ينفعهم، رغم احترامهم لقرار النادي ، لأن هذا الأمر سيثير غضب الحكام، ولن يمنحوهم الحماية الكافية في الملاعب. وهنا نؤكد ان على ادارات الاندية تقع مسولية تطوير مستوى اللاعب والوصول به الى الاحترافية الحقيقية ، لاسيما الاعتراض على قرارات الحكم التي تعتبر نهائية ولن يتراجع عنها . وان بعض القرارات المستعجلة التي تصدر من ادرات الاندية قد يدفع ثمنها الفريق بشكل اكبر لاسيما اذا كان بها تعطيل للمباراة او الانسحاب منها ، مما يترتب عليها غرامات مالية وعقوبات اخرى. ان ما حصل لفريق القاسم اثر انسحابه من مباراة القوة الجوية يعد عمل غير مدروس وبعيد عن الروح الرياضية، ودفعت الإدارة ثمن تهور احد اعضائها ونامل ان تكون الاخيرة وان تتعظ منها بقية الفرق من اجل ان تنجح المسابقة وتصل الى بر الامان.
الاراء الواردة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي وكالة انباء "النافذة"