09 Apr
09Apr

أصبح من المألوف أن نجد المعنيين بالأدب والثقافة والكُتّاب والمؤلفين والباحثين والمختصين بالعلوم الإنسانية والاجتماعية والدينية وغيرها وما يلتحق بهم أو ما ينشطر من اختصاصاتهم , كل هؤلاء في كل عام ما أن يحل علينا شهر رمضان المبارك ويطلب منهم الحديث عنه بشكل أو بآخر سواء في المواقع الإعلامية أو التجمعات أو الملتقيات أو ما يشابهها فحين يشرِعون بالحديث عن الشهر المبارك نلاحظ في بعض الأحيان أن الحديث يستبطن اجترارا وتكرارا وإسهابا متشابها مفرطا أحيانا والكثير منا ما يكرر العبارات والمفردات نفسها برتابة أو على أقل تقدير التقارب في الطرح والتشابه في إتيان الجمل بالمدح والإطراء وبيان عظمة هذا الشهر وحتى بتشابه النبرات والألفاظ .
مما دعا بعض المتلقين أو معظمهم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه لأن يطالبوا بأن يستمعوا لما هو جديد أو مغاير لما طرح في السنوات السابقة وينبغي للمتحدث أن يرتكز على مرتكزات فكرية تنويرية توعوية تربوية تكون خلاصة عصارات الفكر الناضج للعقل المتفتح بمخاطبات تتلاءم مع ما يُستجد من التطور الحضاري الفكري للعقل البشري ذلك التطور الذي تشهده الأجيال المتعاقبة.
وهذا ما يدعونا أن نتوقف في محطة معينة لنتساءل ما الذي يتحتم علينا قوله ؟ هل ثمة تباين في السرد بين ما قيل في الماضي وما سوف يقال ؟ هل بوسعنا أن نبتكر اساليب أو وسائل نقدم من خلالها ما هو مستحدث جديد متميز غير مسبوق يمكن التوقف عنده؟ وما هو الجديد أو المستجد ؟ ومن أين يؤتى به وكيف ؟
وحين نختار بكل زهو وتفاخر تسمية لشهر رمضان توسمه بـ (مدرسة الثلاثين يوما ) وندعو للسعي في إمكانية الاستفادة من هذه المدرسة الربانية , ترى مَن منا أصر وأسرع برغبة وتوق ومصداقية تامة للتنافس على الالتحاق بهذه المدرسة واستلهم من منهجيتها وضمن النجاح الباهر والتفوق الزاهر واستحق أن يحرز شهادة تعلن عن تفوقه وإبداعه وتثبت أنه حظي بالاستفادة من هذا الالتحاق دون أن يتسرب منها يوما واحدا؟
تعاقب الأجيال وتعايشها مع شهر رمضان المبارك وتفاعلها معه على مدى الزمن هل أكسبهم ما لم يكسب الذين من قبلهم ؟ وما هو الاكتساب وما هي مضامينه وكيفياته ؟ وكيف يتم التعرف عليها أو التأكد منها وتصديقها ؟ وهل من أمارات معينة تشير إلى اختلاف التطبيقات ؟ وكيف يتم ذلك ؟
وربما هنالك تساؤلات أخرى وأخرى تحثنا لأن نسعى للبحث والتمعن والتفحص والتمحيص لكي نتعاطى مع هذا الشهر الفضيل بما ينسجم مع العظمة التي حباها رب العزة والجلالة له وأن نصبح في موقع ربما ييسر لنا أن نكسب مجتمعاً رمضانيا حقيقيا واعيا مثقفا يميل كامل الميل وبكل اعتزاز لمفاهيم ومضامين هذا الشهر ويجد ويصدق في إعلان تطبيق هذه المفاهيم تطبيقا فعليا واقعيا بعد أن يدرك تمام الإدراك الخصوصية التي اختص وتميز بها هذا الشهر ويستشعر ويلمس العظمة والأهمية فيه عند ذاك يحسن التعاطي معه بكل جلال وقدسية وبما يستحق من تعاطٍ جوهري وليس سطحيا تقليديا هامشيا وعلى أن يكون هذا التعاطي مؤدى للاستمرار على باطن منهجية شهر رمضان .
إلى اللقاء في الجزء الثاني


* ملاحظة: المقالة تعبر عن رأي صاحبها *


تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - وكالة انباء النافذة