من كنت بعمر خمسة او ستة سنوات وكحال بقية الاطفال كنت أتعرض للعقوبات المنزلية التي تستخدم فيها أدوات مثل المكناسة الطائرة او النعال المسيَّر اللذان لم يكن باستطاعتهما اصابة الهدف في كل مرة وغالبا ما أفلَّتُ من الكفخات السطحية وذلك بفعل السرعة الفائقة التي كنت انطلق بها في لحظات الهروب من العقاب نتيجة مايسمونه وكاحة!! وحتى مفهوم الوكاحة ايضا هو مسألة نسبية فما كنت أراه متعة او لعبة انذاك كان الراشدون يجدونه عبثا وإزعاج !! كان بلوغ العشرين من العمر هو اكبر طموحاتي في الحياة يومذاك ذلك اني كنت احلم بنيل الاحترام والتقدير الكبيرين الذي كان اخي الاكبر يحظى بهما من الجميع يوم كان طالبا في كلية الطب !! تمر السنين ويمضي الزمان وها أنا اليوم احتفل باستقبال عامي الثالث والستين برفقة الاهل وكل الصديقات والاصدقاء الذين صنعوا حياتي ومازالوا يمنحوني ذات الحب الذي لم يفارقني مذ كنت طفلا شقيا يحلم في لحظات العقوبة والتأنيب ببلوغ العشرين وهو يردد في داخله : شوكت اكبر !!
الاراء الواردة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي وكالة انباء "النافذة"