أعلم تماما أن هذه المقالة ستنال اعجاب النساء، ولكن الصدمة أو الحياء أو الايمان أو ما شابه سيمنعهن من التفاعل مع الموضوع، خاصة وإني قد أصبحت منبوذهن المظلوم والمجني عليه منذ فترة لا بأس بها....لذا سأبدأ في الموضوع على طريقة جهاز تخطيط القلب، وأقول لكم كيف أفكر بمسألة صناعة المحتوى..؟!
لاحظتم جميعاً أن الراقصة مثلاً قد وجدت لها مساحة في عالم صناعة المحتوى، وكذلك الهواة والمحترفين في التمثيل، والغناء، والصحفيين، والناشطين الحقوقيين، وعارضات الأزياء العربيات اللاتي اكتشفن مؤخراً وعلى حين غرة أنهن يمتلكن مؤخرات بارزات وما شابه..؟!
الكل وجد له مساحة ليصبح صانع محتوى..؟!- إذ يمكن أن نضيف أيضاً: التجار، الطباخين، الخياطين، الاسكافيين، الموسيقيين، الشعراء، المشعوذين، المنجمين، والمحتالين من أهل التنمية البشرية، والدعاة الملتحين من رجال الأديان والطوائف، والمتطرفين من ذوي الايديولوجيات العرقية والهويات الشرذمية، والنساء من العوانس والمطلقات والأرامل الراغبات في الزواج على أي طريقة: مسيار، عرفي، مدني، شرعي، مثلي، هندسي، وعن بعد وعن قرب.. وما شابه..!!
كثيرون في الحقيقة هم صناع المحتوى، ويصعب حصرهم ومجالات صنعتهم الجديدة، حتى أننا نجد رجلاً وزوجته يشتركان في صناعة محتوى عن روتينهم اليومي، وقفشاتهم المقلدة والمتكررة والمسروقة من صناع محتوى آخرين..ثم أولئك الذين يسيرون في الأسواق لصنع تجارب اجتماعية سخيفة، أو مسابقات تطرح أسئلة أكثر سخافة..؟!
وعلى ذكر الروتين، نصادف نساءً يصنعن محتوى لأنفسهن وهن في المطبخ أو في التواليت، يرتدين الفايزون والجينز واللانجيري والشفافيات الخارقة من الشيفون والأقمشة الهلامية المصنوعة بتقنية النانو.. وأيضاً وما شابه..؟!صناعة المحتوى، مساحة أحاول كل يوم أن أجد لنفسي موقعاً فيها..
كل يوم أفكر في أن أتجه نحو هذا المجال الذي ربما صار ضرورة، في زمن نقترب فيه من نهاية عصر النصوص المكتوبة، وربما ستنقرض فيه مهن كثيرة كالكتابة والأدب والأخلاق والطباعة واستخدام أدوات الترقيم وعلامات التنصيص، لتصبح لغة الجسد هي الحاضر والحاضن الأوحد لكل نتاجات البشر..أقصد محتويات البشر..؟!..** لا أعرف إن كنت قد تمكنت من إيصال فكرتي إليكم أم لا..
* ملاحظة: المقالة تعبر عن رأي صاحبها *