twitter sharefacebook shareطباعة الموضوع PDF928فلسطيناسرائيلالحروبأمريكاالرأي العامصراعاتاشتد ضغط الرأي العام في انحاء العالم خلال الايام الاخيرة لايقاف الماساة الانسانية في غزة. فمع تصاعد اعداد الضحايا المدنيين ووصولهم الى 8000 نصفهم من الاطفال وكثير منهم من النساء وغيرهم من المدنيين, اشتدت صيحات الاستنكار والدعوات لوقف (انساني) لاطلاق النار.
من بين ذلك ما قاله الامين العام للامم المتحدة الذي جوبه برد اسرائيلي عنيف ودعوة البابا لوقف اطلاق النار (واطلاق سراح الرهائن ايضا) ودعوات الاتحاد الاوروبي ورئيس الوزراء الاسباني ورئيس الوزراء النرويجي ووزيرة الثقافة البريطانية وتصريح المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية بان على اسرائيل الالتزام بنظام روما الاساسي في حربها وادانة الخارجية الفرنسية لهجمات المستوطنين في الضفة الغربية ورفض منظمة الصحة العالمية لاخلاء مستشفى القدس وقرار الجمعية العامة للامم المتحدة وغير ذلك من التصريحات.
وفي الولايات المتحدة قادت منظمة الصوت اليهودي من اجل السلام اعتصامات جريئة في الكونغرس وفي محطة غراند سنترال (اشهر واكبر محطة قطارات في الولايات المتحدة) في نيويورك من اجل وقف اطلاق النار.
هذا بالاضافة الى الاصوات المعهودة مثل المظاهرات الكبيرة في لندن وباريس ومدن امريكية متعددة واعتصامات الطلبة الامريكيين والموقف التركي الذي ادى لمغادرة الدبلوماسيين الاسرائيليين لتركيا وغير ذلك من مواقف الاستنكار في مختلف انحاء العالم.
من جهة اخرى تحرص ادارة بايدن على عدم توسيع الصراع بتدخل اطراف محسوبة على ايران في القتال سواء من لبنان او سوريا ويبدو ان التهديدات الايرانية المستمرة (التي تقابلها تهديدات وحشد عسكري امريكي مقابل) قد ساهمت ايضا في زيادة الضغط الامريكي على اسرائيل من اجل تأجيل الغزو البري الواسع. كما ان الرأي العام عموما وخشية بايدن والديموقراطيون من خسارة اصوات العرب والمسلمين والشباب والافارقة بسبب دعم ادارة بايدن غير المشروط لاسرائيل قد ساهم في زيادة الضغط الامريكي على اسرائيل للسماح بدخول بعض المساعدات.
وقد صرح مستشار الامن القومي الامريكي جيك سوليفان بان اسرائيل لديها التزامات وفق القانون الدولي ومن اهمها التمييز بين المقاتلين والمدنيين في غزة وهو الموقف الامريكي الاكثر صراحة في هذا الصدد.
ويبدو ايضا ان اسرائيل تخلت الان عن فكرة شن هجوم بري واسع النطاق بضغط من وزير الدفاع الامريكي لويد اوستن الذي وحسب النيويورك تايمز لم يكن معجبا كثيرا بخطة الاجتياح لانها بلا اهداف محددة وواضحة. كما ان هذا الغزو البري الواسع قد يكون ما ينتظره حلفاء ايران لفتح جبهة ثانية وهو ما لا تريده واشنطن. يضاف الى ذلك كله ضغط اهالي الرهائن في اسرائيل على الحكومة لجعل تأمين اطلاق سراحهم اولوية لحكومة نتانياهو.
وعليه يبدو ان الامور تتجه الى استمرار التوغلات الاسرائيلية المحدودة والقصف مع سماح جزئي بدخول المساعدات واستمرار المفاوضات لاطلاق سراح الرهائن.
في مقابل ذلك واذا صح هذا السيناريو فهذا يعني بلا شك ان يوم الحساب السياسي في اسرائيل قد اقترب لنتانياهو وحكومته وقد يحدث هذا قبل نهاية الحرب لا بعد نهايتها خصوصا اذا لم تسفر الحرب عن انهاء حركة المقاومة بالكامل كما تصرح اسرائيل.
الاراء الواردة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي وكالة انباء "النافذة"