كثيرون مثلي كانوا وما زالوا ينتظرون الساعة التاسعة من مساء كل يوم جمعة لمشاهدة برنامج طبعة محدودة من على قناة الشرقية والذي كنا نتابعه منذ أن كان يعرض تحت يافطة( طبعة بغداد), والحقيقة ان البرنامج يستقطب جمهور النخبة المثقف الواسع في العراق, الجمهور الواعي و الباحث عن نوعية خاصة من البرامج التي تلبي شغفه في التعرف عن قرب على رموز الابداع والفكر, ويسلط الاضواء على نماذج مجتمعية مهمة ومختلفة تنوعت بين العلمية والادبية, وهو ما يحسب للقائمين على ادارة القناة وبرامجها, ولكننا تفاجئنا بتوقف البرنامج الذي احتل موقعا مهما في الحياة الثقافية العراقية وقد لا يعلم الاخوة في القناة أن الالاف يتساءلون معي عن غياب البرنامج الذي يقدمه الاعلامي الهادئ الخبير عامر ابراهيم والذي يبدع في ترك مساحة كافية للضيف في سرد حكايته بأسلوب راقي وذكي, بعيدا من الاساليب المكشوفة والرخيصة في تقديم الضيوف والتي تعج بها برامج القنوات العراقية الاخرى . ان المتلقي العراقي والعربي بحاجة الى هكذا نوع من البرامج التي صارت لها بصمة في سماء الاعلام العربي, ولعل القائمين على البرنامج يجهلون الاهتمام الكبير الذي يحظى به البرنامج في العديد من الدول العربية وهذا ما لمسته من خلال لقاءاتي مع العديد من الفعاليات المختلفة في سماء الاعلام والثقافة العربية وتفاجأت في اكثر من مناسبة بمتابعتهم للكثير من حلقات البرنامج والذي نتمنى أن يعود الى الاضواء مجددا وعسى أن يكون المانع خيرا.
الاراء الواردة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي وكالة انباء "النافذة"