31 May
31May

استبشر الكثير وتشاءل( تفاؤل وتشاؤم) البعض فيما اختلف المتقولين هل مشروع طريق التنمية هو ذاته مشروع القناة الجافة ..ام انه ضمن المشروع الصيني لطريق الحزام والحرير !ما بين الاستبشار والتشاؤل تبقى حقائق الجغرافية حية صارخة تضرب اعناق المتقولين وتفتك بمشروعية المتحدثين الغافلين عن هذه الحقائق على أرض الواقع .هذا الموضوع كان ضمن مشاريع مجلس الأعمار الذي اسمه السياسي العراقي البارع نوري السعيد .. وكان حلف السنتو احد ابرز الضمانات الإقليمية والدولية لتطبيقه ..السؤال ما حدا مما بدا من الامس البعيد الى الغد القريب ؟؟هناك عدة قضايا تطرح في هذا السياق حتى لو كان المرحوم أستاذنا الدكتور حامد ربيع يصفها بمنطق ليدل هارت لتعريف الجغرافية من جوانبها العسكرية والاقتصادية والسياسية وانعكاسات ذلك على مواقف وسياسات دول بعينها معنية باي متغير استراتيجي مثل تكوين هذا المشروع .لا اريد التماحك مع الصاخبين بكون المشروع الجديد عراقي الفكرة ومن متبنيات الإطار التنسيقي ..ويكفيني القول لمجرد التفعيل لمثل هذه الأفكار فتلك خطوة متقدمة في اعادة موازين الجغرافية الاستراتيجية اقليميا ودوليا .. ونعم المشروع ربما يطرح فرص عمل لاكثر من مائة ألف وظيفة ..لكن السؤال الأصعب هل تستطيع العمالة العراقية بنموذج إنتاجية لا تزيد على نصف ساعة يوميا..او تلك الني التي تفكر بمنطق المحاصصة في المغانم من دون الاتيان بابتكارات نوعية تجبر الشركات متعددة الجنسيات التي يمكن ان تنفذ مثل هذا المشروع على منحها فرص عمل حقيقية ؟؟نعم .. الاقكار جميلة جدا وجذابة لكن عربتها لا تتقدم نحو التطبيق من دون قيادة تعتمد مشروعية الجودة الشاملة وموارد مادية وبشرية تتعامل مع اقتصاد المعرفة بالاساليب الذكاء الصناعي لعصر النصف الثاني من القرن الحادي والعشرين .. ومابين هذا وذاك تحتاج قدرات ابتكارية لقيادة سياسية اقرب الى قيادة نوري السعيد تاتي بضمانات إقليمية ودولية خارج صندوق تضارب المصالح ليكون المشروع نقطة الالتقاء في تحويل مايمكن ان يعتبره بعض الدول او القوى ثوابت استراتيجية او ثوابت امن قومي لدولة ما الى متغيرات يمكن ان تنتهي لصالح العراق .مثل هذه الادارة لتحويل الاجندات الإقليمية والدولية تتطلب قواعد رافعة لتكون مخرجات مقدماتها مقبولة عند الآخرين..هنا يظهر نموذجين متضاربين الأول اتجاه العراق نخو مشروع الشام الجديد مقابل المحور الإيراني الإقليمي المعترض عليه امريكيا.. وعلاقة ذلك بجميع متغيرات الواقع الدولي جتى فيما يمكن الإشارة اليه بمنطق تفعيل محور صيني ..روسي ..ايراني.. بالضد من المحور الأمريكي في شرق أوسط جديد حسب للمخطط الاستراتيجي الأمريكي للقرن الحادي والعشرين.لذلك لابد من دراية وفهم متعقل بإخراج العراق من سباسة المحاور الإقليمية والدولية عبر تطبيق مثل هذا المشروع… وهذا يحتاج عقد قمة بمضمون قمة يالطا للتوصل الى مثل هذه الضمانات.. وهذا يتطلب موقف حيادي عراقي لا يخرج عن نص المصلحة الوطنية العراقية فقط ..لاسيما وان اتفاق التهدئة بين إيران والسعودية وانعكاساته عراقيا تتمثل في المضي للاندماج في هكذا مشاريع اقليمية .. ولكن اي تعارض إقليمي او دولي بين من يمثلون السياسة الإيرانية وهذه الضمانات التي على العراق ان يوفرها سيجعل خرائط المشروع مجرد حبر على ورق !!الامر الاخر .مطلوب من الجامعات العراقية ومراكز البحوث والدراسات فيها العمل على تطوير منظومة التعليم المستمر لتدير متطلبات يد عاملة عراقية بمواصفات دولية ..من دون ذلك يبقى مثل هذا المشروع بل كل سوق الاستثمار عصيا على اليد العاملة التي تفهم فقط التظاهر للمطالبة بوظائف في الشركات متعددة الجنسيات المستثمرة في حقول النفط على سبيل المثال لا الحصر وتوظيف مثل هذه الأمور من قبل الجيوش الإلكترونية للاحزاب في نظام المحاصصة .يتكرر السؤال هل ثمة قيادة عراقية تتعامل مع عراق واحد وطن الجميع بعقلية نوري السعيد ام لا ؟؟ ويبقى من القول لله في خلقه شؤون!!!!


* ملاحظة: المقالة تعبر عن رأي صاحبها *
 

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - وكالة انباء النافذة