01 Feb
01Feb

حتى‭ ‬في‭ ‬الحياة،‭ ‬فإن‭ ‬المولود‭ ‬الجديد‭ ‬وهو‭ ‬يولد‭ ‬وكأنه‭ ‬يدخل‭ ‬المدرسة‭ ‬فيحتاج‭ ‬لمن‭ ‬يعلمه‭ ‬درس‭ ‬الطعام‭ ‬والشراب‭ ‬والاستفراغ‭ ‬والأهم‭ ‬درس‭ ‬حب‭ ‬الحياة‭ ‬ومن‭ ‬يقوم‭ ‬بذلك‭ ‬الأبوان‭ ‬البيولوجيان‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬يحل‭ ‬محلهما‭ ‬ونبقى‭ ‬بحاجة‭ ‬الأستاذ‭ ‬في‭ ‬المدرسة‭ ‬والعمل‭ ‬والحب‭ ‬وحتى‭ ‬الكراهية،‭ ‬لكن‭ ‬الأهم‭ ‬أساتذة‭ ‬السياسة‭ ‬وإدارة‭ ‬العالم‭ ‬والأزمات‭ ‬وأيضا‭ ‬الثقافة‭.‬
يبدو‭ ‬العالم‭ ‬اليوم‭ ‬بلا‭ ‬أساتذة‭ ‬ولا‭ ‬مايسترو‭ ‬عظيم‭ ‬والجميع‭ ‬يعزف‭ ‬لحنه‭ ‬الخاص‭ ‬ويرقص‭ ‬رقصته‭ ‬التي‭ ‬يحبها‭ ‬فصار‭ ‬صوت‭ ‬الكون‭ ‬نشازا‭ ‬وكسر‭ ‬التلاميذ‭ ‬سبورات‭ ‬الصف‭ ‬وحطموا‭ ‬سياج‭ ‬المدرسة‭ ‬ومثلما‭ ‬حصل‭ ‬في‭ ‬أيام‭ ‬الحصار‭ ‬تسعينات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭ ‬حينما‭ ‬كان‭ ‬المعلم‭ ‬يستدين‭ ‬أو‭ ‬يستعير‭ ‬وربما‭ ‬يستجدي‭ ‬السكائر‭ ‬من‭ ‬طلابه‭ ‬فالأساتذة‭ ‬اليوم‭ ‬ينافسون‭ ‬طلابهم‭ ‬بتمزيق‭ ‬الكتب‭ ‬والخروج‭ ‬عن‭ ‬النص‭ ‬والرقص‭ ‬خارج‭ ‬المسرح‭.‬
الدور‭ ‬الأمريكي‭ ‬و‭ ‬الأوروبي‭ ‬في‭ ‬الصراع‭ ‬الدائر‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬يرينا‭ ‬كيف‭ ‬أن‭ ‬أساتذة‭ ‬العالم‭ ‬فقدوا‭ ‬رشدهم‭ ‬وكيف‭ ‬يلعبون‭ ‬مع‭ ‬الطالب‭ ‬الشرير‭ ‬لعبته‭ ‬المجنونة،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬أساتذة‭ ‬آخرين‭ ‬بحجم‭ ‬الصين‭ ‬وروسيا‭ ‬تركوا‭ ‬المنهج‭ ‬المقرر‭ ‬واكتفوا‭ ‬بالمراقبة‭ .‬
كان‭ ‬صدام‭ ‬حسين‭ ‬أستاذا‭ ‬أوحدا‭ ‬لمدرسة‭ ‬طلابها‭ ‬ممتثلون‭ ‬عموما‭ ‬ولما‭ ‬قام‭ ‬طلاب‭ ‬ببعض‭ ‬الشغب‭ ‬قرر‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬خطابه‭ ‬هو‭ ‬المنهج‭ ‬الوحيد‭ ‬وأغلق‭ ‬الصف‭ ‬وعلق‭ ‬الدرس‭ ‬حتى‭ ‬جاء‭ ‬الأستاذ‭ ‬العالمي،‭ ‬المحتل‭ ‬الأمريكي‭ ‬فخان‭ ‬الدرس‭ ‬الديمقراطي‭ ‬الذي‭ ‬صدع‭ ‬رؤوسنا‭ ‬به‭ ‬وفوض‭ ‬أمر‭ ‬العراقيين‭ ‬لمجموعة‭ ‬طلاب‭ ‬فاشلين‭ ‬كانوا‭ ‬قد‭ ‬سقطوا‭ ‬في‭ ‬درس‭ ‬الوطنية‭ ‬لكنهم‭ ‬نجحوا‭ ‬في‭ ‬درس‭ ‬العمالة‭ ‬وبدلا‭ ‬من‭ ‬الشعار‭ ‬الليبرالي‭ ‬دعه‭ ‬يعمل‭ ‬صار‭ ‬النشيد‭ ‬الوطني‭ ‬العراقي‭ ‬دعه‭ ‬يسرق‭ ‬وإذا‭ ‬بمدرسة‭ ‬المشاغبين‭ ‬تتحول‭ ‬إلى‭ ‬ناد‭ ‬للصوص‭ ‬وبلا‭ ‬أساتذة‭ ‬تحول‭ ‬العراقيون‭ ‬إلى‭ ‬طلاب‭ ‬لما‭ ‬هو‭ ‬ليس‭ ‬حقا‭ ‬لهم‭.‬
الثقافة‭ ‬العراقية‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬بأياد‭ ‬أمينة‭ ‬لأساتذة‭ ‬كبار‭ ‬يوما‭ ‬صارت‭ ‬بيد‭ ‬طلاب‭ ‬فاشلين‭ ‬وتخلى‭ ‬الرواد‭ ‬عن‭ ‬ريادتهم‭ ‬ودورهم‭ ‬ومثلما‭ ‬كان‭ ‬المعلم‭ ‬وقت‭ ‬الحصار‭ ‬يستدين‭ ‬السكائر‭ ‬من‭ ‬طلابه‭ ‬أصبح‭ ‬هؤلاء‭ ‬يلتمسون‭ ‬ويستجدون‭ ‬الجوائز‭ ‬والنياشين‭ ‬من‭ ‬طلابهم‭ ‬الفاشلين‭ ‬وأجهزت‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬تقاليد‭ ‬الريادة‭ ‬عندما‭ ‬يعجز‭ ‬روائي‭ ‬كبير‭ ‬عن‭ ‬الحصول‭ ‬ما‭ ‬مقداره‭ ‬واحد‭ ‬بالألف‭ ‬من‭ ‬العلامات‭ ‬التي‭ ‬تحصل‭ ‬عليها‭( ‬فاشينسته‭) ‬مزروقة‭ ‬بمختلف‭ ‬الإبر‭ ‬‭.‬
لا‭ ‬أدري‭ ‬هل‭ ‬هو‭ ‬فرويد‭ ‬القائل‭ (‬منذ‭ ‬كوبرنيكوس‭ ‬والعالم‭ ‬يتوجه‭ ‬نحو‭ ‬المجهول‭ ) ‬وكان‭ ‬كوبرنيكوس‭ ‬عبث‭ ‬بالدرس‭ ‬العظيم‭ ‬الأول‭ ‬القائل‭ ‬بأن‭ ‬الأرض‭ ‬مركز‭ ‬الكون‭ ‬،‭ ‬وكوبرنيكوس‭  ‬نفسه‭ ‬مع‭ ‬أساتذة‭ ‬غيره‭ ‬مثل‭ ‬ماركس‭ ‬وفرويد،‭ ‬كانوا‭ ‬قد‭ ‬سددوا‭ ‬ثلاث‭ ‬صفعات‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬الإنسانية‭ ‬فبدأت‭ ‬هذه‭ ‬تفقد‭ ‬أساتذتها‭ ‬واحدا‭ ‬تلو‭ ‬الآخر‭ ‬وبين‭ ‬الضياع‭ ‬والصراع‭ ‬بين‭  ‬درس‭ ‬الدين‭ ‬ودرس‭ ‬العلم‭ ‬انتهى‭ ‬الفصل‭ ‬الدراسي‭ ‬ومثل‭ ‬أوديب‭ ‬الأعمى‭ ‬يضرب‭ ‬بعصاه،‭ ‬ها‭ ‬هي‭ ‬البشرية‭ ‬بلا‭ ‬أستاذ‭ ‬تهيم‭ ‬في‭ ‬البرية‭  .‬


الاراء الواردة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي وكالة انباء "النافذة"


تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - وكالة انباء النافذة