17 Apr
17Apr

"دولة فلسطينية مستقلة على حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية"عبارة يرددها الساسة والمسؤولون. بعضهم لكي يبرئ ذمته، ويتحصن من المزايدات الحنجورية العروبية. وبعضهم يظنها جدياً قابلة وواجبة التحقق، حلاً لما يسمونه "القضية الفلسطينية".الحقيقة أن هذه العبارة صارت كورقة شجر جافة، أو كمومياء محنطة مر عليها الزمن، وفقدت كل ملامح الحياة.فواقع الحال يؤكد استحالة تحقق تلك العبارة.ويقفز للذهن بداية سؤال:كانت حدود 67 بين أيدينا، والقدس الشرقية كذلك. ومع ذلك لم نفكر في إعلان دولة فلسطينية على هذه الحدود. ولمن لا يعرف لماذا لم نفعل. نقول له أننا كنا ننتظر محو إسرائيل من الوجود، وإلقاء أحفاد القردة والخنازير في البحر المتوسط. بعدها نعلن الدولة الفلسطينية التي لم تكن موجودة يوماً، على كامل أرض فلسطين.كانت حدود 67 والقدس الشرقية بأيدينا، عندما أرسل عبد الناصر قواته المسكينة البائسة لتمحي إسرائيل من على الخريطة. وجر معه الجيش الأردني والسوري. لتكون النتيجة ما سميناه نكسة!!هذا عن التاريخ القريب لما نلح في طلبه الآن.فماذا عن شكل الحاضر وملامحه؟ماذا عن النضال أو الجهاد الفلسطيني من أجل القضية؟هل عمل الفلسطينيون ومن يدعمون تنظيماتهم، على إقناع إسرائيل وإقناع العالم أنهم راغبون حقاً في السلام؟هل عملوا على إقناع العالم أن "دولة فلسطينية مستقلة" ستكون لصالح السلم والاستقرار بالمنطقة والعالم؟أم أن سلوك الفلسطينيين بتنظيماتهم كان دوماً يؤكد للعالم، أن أي هامش حرية للفلسطيني يعني مساحة لممارسة الإرهاب؟لقد انسحبت إسرائيل من غزة وتركتها لأهلها؟فماذا فعل أهلها بها وبأنفسهم؟هل حولوا غزة لنواة قابلة للنمو للسلام وللجهد الحضاري الإنتاجي المثمر للرخاء والسعادة لشعبها، لتشجع بل وتحرض العالم على الدفع لتحرير الضفة الغربية، لتنضم لدولة السلام والحضارة الفلسطينية؟أم أن الفلسطينيين ذهبوا لعكس هذه الصورة تماماً، وحولوا غزة لوكر للإرهاب، لا يهدد إسرائيل فقط، وإنما يهدد سائر الجيران والعالم؟بعد هذا ولهذا، هل هناك من يعتقد جدياً بسماح إسرائيل والعالم الحر، بقيام دولة فلسطينية مستقلة؟أم أن هذه العبارة التي يرددها ذوو الياقات البيضاء أو السوداء، مجرد وردة بلاستيك صناعية يتجملون بها، دونما رائحة لها أو حياة فيها؟!!


الاراء الواردة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي وكالة انباء "النافذة"


تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - وكالة انباء النافذة