يصادف الاول من آذار عيد المعلم واعتدت في هذه المناسبة ان اقدم اسمى آيات المحبة والامتنان لكل من علمني حرفاً وزادني علماً ومعرفة لأنني ومثلي الكثيرين لا ننسى المخلصين في آداء واجبهم على اكمل وجه من كوادر التربية والتعليم في المدارس والجامعات, ولهذا يستحقون الشكر والامتنان, الا ان هناك البعض من الكوادر التربوية ممن اساءوا لأنفسهم ولخصوصية هذه المناسبة وذلك بحصولهم على الهدايا من تلامذتهم وطلبتهم.
ان اسعار هذه الهدايا تتباين بحسب الوضع المادي لذوي التلاميذ والطلبة سواء ممن هم في المدارس الاهلية (الخاصة) او الحكومية (الرسمية), وان ظاهرة تقديم الهدايا للكوادر التربوية في عيدهم موجودة قبل 2003 ولا زالت مستمرة وبوتيرة متزايدة في اغلب مدارس العراق. وقد تحولت ظاهرة الرشوة تحت مسمى الهدايا الى تقليد سائد لدى الكثيرين من الكوادر التربوية ففي اعتقادهم ان هذه الهدايا هي حق من حقوقهم لجهودهم في التدريس دون الاكتراث لتكلفتها التي يتحملها ذوي التلاميذ والطلبة.
ومن المؤشرات السلبية لهذا الفعل هي تجاوز المعلمين والمدرسين لحدود التعامل مع التلاميذ والطلبة الذين قدموا لهم الهدايا للحد الذي يدفعهم الى التساهل معهم في الدرجات واعطائهم اكثر من استحقاقهم واجتهادهم العلمي ومساواتهم بالمثابرين والمتفوقين فتغيب العدالة في هذه الحالة.
واحياناً يؤدي اغداق الهدايا على المعلمين والمدرسين الى الى تغاضيهم عن بعض المواقف في المدرسة والتي لا تصب في مصلحة المتعلمين واهداف المؤسسة التربوية مثل تقاعس تلميذ او طالب عن اداء الامتحان وغيابه المستمر دون عذر لضمانه بإمكان معلم المادة إعادة الامتحان له في اي وقت يناسبه, وان كل من يقدم هدية يصبح الشخص المدلل لدى المعلم لدرجة ان يميزه عن بقية الزملاء في الصف بعبارات التشجيع والثناء والمديح وهذا قد لا يسمعه تلميذ اخر لم يقدم هدية في عيد المعلم.
ان اي مكافأت او هدايا للكوادر التربوية يجب ان تقدم من قبل الجهة الرسمية مثل وزارة التربية فهي المُخولة بتكريم المعلمين والمدرسين في المدارس بالهدايا وشهادات تقدير, وللوزارة الحق في صرف مكافأة مالية للأفراد المتفانين في عملهم, عدا ذلك فأن من السلبي ان يتم تكريمهم من قبل ذوي التلاميذ والطلبة والا فذلك يجعلهم مرتشين.
لذا يجب منع هذا التقليد لأنه احد اوجه الفساد. وان تكون الهدايا المسموح بها فقط هي التي يصنعها التلميذ والطالب بدون ان تكلفه اموال, مثل لوحة رسمها طالب يقدمها لمن علمه تعبيراً عن محبته الصادقة واحترامه له, فهكذا نوع من الهدايا يكون دافعها معنوي وتعكس صدق مشاعرالمحبة والامتنان للمعلم في عيده الذي من المفترض ان لا يقبل بأي شيء يشوه صورته ومكانته الرفيعة لأن مهنته انسانية بالدرجة الاساس ولأنه يتقاضى راتب شهري مقابل ذلك.
الاراء الواردة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي وكالة انباء "النافذة"