في بلاد الرافدين، تدور حكايةٌ تبدو وكأنها خيالية، حيث يتلاقى الفقر القاتل مع الثراء الفاحش، على مدى العقود العديدة التي مرت منذ تغيير النظام في العراق، يبقى الشعب العراقي محاصرًا بين أوجاع الفقر ومعاناة الحياة اليومية، في حين يستمر الآخرون في لعبة الحكم والثراء. عيدي الفطر والاضحى المباركين يأتيان ويمضيان، ومع كل عيد يزداد الشعب العراقي أملًا في تحسن أوضاعهم، ولكن للأسف، الواقع يبدو مُرًّا ومُحبطًا. فهل تغير حال الفقراء والمحتاجين؟ هل تمكنوا من تحقيق أحلامهم المنسية وتخفيف أعبائهم المُرهقة؟ للأسف، الإجابة تبدو واضحة كالشمس الساطعة في سماء العراق المظلمة. التغيير الوحيد الذي حدث، وإن كان تغييرًا حقيقيًا، فقد كان مقتصرًا على الذين وجدوا في تغيير النظام فرصةً ذهبيةً للثراء الفاحش والاستيلاء على الثروات العراقية….! لا يُنكر أنهم نجحوا في جمع الأموال وشراء القصور الفخمة والسيارات الفارهة، وامتلأت جيوبهم بالملايين، لكن أين هم من كسوة الفقير وراحة اليتيم وحاجات الأرامل المحتاجات …و … و … ؟ الفقير العراقي لا يزال يئن ويصرخ من شدة فاقته، في حين يترنح الآخرون في قصورهم المزخرفة ويأكلون الطعام الفاخر و ما لذ وطاب… فهم يستمتعون بحياة الرفاهية بينما الفقير مضطر للصبر والتحمل على جراحه التي تنزف حرقة وجوعه القاتل في كل يوم وفي كل عيد، ويعاني ويتألم بسبب عدم قدرته على تلبية حاجاته الأساسية وحاجات عائلته….! إلى متى ..؟ آلا يستحق الفقير أن يعيش في كرامة وأمان؟ أليس له حقٌ في الطعام والملبس والسكن اللائق والخدمات الصحية…؟ كم من فقير يجلس ويبكي لعجزه عن شراء ملابس العيد لأطفاله؟ كم من فقير يتمنى لو لم يولد لكي لا يعاني هذه المعاناة القاسية؟ هل هذا هو مصير شعبٍ له تأريخ وحضارة وكان أول من اخترع الكتابة وسن القوانين والتشريعات ؟ إنها صورة مؤلمة ومأساوية تعكس واقعًا مريرًا، حيث يتمتع ويتباهى الآخرون بالأفخم والأرقى والأفضل وبثرواتهم ويترنحون في أجواء البذخ والترف، وفي الوقت نفسه، يعاني الفقير ويتألم ويتقاسم الجراح، يحاول أن يقدم لعائلته قسطًا من الفرح والبهجة، ولكنه يجد نفسه محاصرًا بالفقر والحاجة في كل يوم وفي كل عيد ….! نحن في بلد من أغنى البلدان، ولكن للأسف، لا يبدو أن الموارد المالية تستخدم بشكل يلبي حاجات الشعب. أين حقوق المواطن؟ أين القوانين التي وضعت لصالح المواطنين؟ ومتى ستُطبق دون تحيز أو منة ؟ آلا يحق للمواطن العيش في كرامة وأن يحصل على المأكل والملبس والخدمات الصحية وغيرها؟ أحيانًا يكون من الصعب التعبير عن الألم والحزن العميق. لكننا يجب أن نسعى لتحقيق العدالة وتحسين أوضاع الناس، ولنتذكر أن الأمل لا يموت، وأن التغيير قد يأتي يومًا… إنها صرخة من القلب… إن حزني يتجاوز كلماتي ومشاعري تتلاطم في داخلي لأجل العراق وشعبه الفقير… فلندعو للعراق ولنكن صوتًا واحدًا ونعمل معًا من أجل تحقيق التغيير الذي نريده، فقط حينها سيكون هناك أملًا في غدٍ أفضل للعراق ولكل من فيه. «لكل شعبٍ مطلب، ولكل قلبٍ أمل، ولكل واحدٍ منا دورٌ في صناعة التغيير.»
الاراء الواردة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي وكالة انباء "النافذة"