05 Sep
05Sep

من‭ ‬عطر‭ ‬الغربة‭..‬
‭ ‬عصا‭ ‬الترحال‭ ‬يرتعش‭ ‬دَمعُهُ‭ ‬لروح‭ ‬الوطن‭..‬
لسماء‭ ‬وسحابات‭ ‬وحيرة‭ ‬لياليه،
ألفجر‭ ‬يسيلُ‭ ‬على‭ ‬خديهِ‭ ‬ليفتكَ‭ ‬به
أزماتٌ‭ ‬يتيمةٌ‭ ..‬
خيبةٌ‭ ‬على‭ ‬ديباجة‭ ‬قصائد‭ ‬الشعراء‭ ‬تتلذذ‭ ‬بالعذابات‭..‬
لا‭ ‬ترتشف‭ ‬روح‭ ‬الزهور
ولا‭ ‬تراقص‭ ‬الموناليزا‭ ..‬
ولا‭ ‬يَحطُّ‭ ‬الحمام‭ ‬على‭ ‬أكتاف‭ ‬أنوثة‭ ‬الزمن،‭ ‬
وقتها‭ ..‬يتعثرُ‭ ‬الجمال‭ ‬ليُفجَعَ‭ ‬بإغتيالات‭ ‬التاريخ‭.. ‬
كلما‭ ‬إرتشفنا‭ ‬من‭ ‬قدح‭ ‬الحياة‭ ‬ولم‭ ‬نختار‭ ‬الرحيل،‭ ‬
وكلما‭ ‬حاولنا‭ ‬جمع‭ ‬جيوش‭ ‬اُمنياتنا‭ ‬لأجل‭ ‬الوطن
سُرِقت‭ ‬أحذيتنا‭ ‬من‭ ‬أمام‭ ‬أبوابنا‭ ‬
كي‭ ‬يظل‭ ‬الظمأ‭ ‬رفيقنا،‭ ‬
وتتقطع‭ ‬شراييننا‭ ‬في‭ ‬مهب‭ ‬الريح‭ ‬
رغم‭ ‬ذلك‭..‬
ما‭ ‬زلنا‭ ‬نبحث‭ ‬في‭ ‬عيون‭ ‬الوطن‭.. ‬
ومعنا‭ ‬دمنا‭ ‬ولوحة‭ ‬حريتنا‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬يعبث‭ ‬بها‭ ‬
كابوس‭ ‬السراق‭ ‬والانتهازيين‭.. ‬
فستخرج‭ ‬الغيوم‭ ‬من‭ ‬عيون‭ ‬الوطن‭.. ‬
كملامح‭ ‬وذاكرة‭ ‬الجبليين‭ ‬القدامى‭ ..‬
بثوب‭ ‬النضال‭ ‬على‭ ‬أجنحة‭ (‬السيمورخ‭)* ‬
وستُحلق‭ ‬الغرانيق‭ ‬عالياً‭ ‬قادمةً‭ ‬من‭ ‬بلاد‭ ‬الشمس‭ ‬
في‭ ‬إحتفالية‭ ‬الحياة‭ ‬وميلاد‭ ‬النور
بثوبٍ‭ ‬أبيض‭ ‬على‭ ‬جبال‭ ‬كوردستان‭.. !!‬
‭***     ***  ***‬
غُربتكَ‭ ‬ايها‭ ‬الشاعر‭ ..‬
حقيقةٌ‭ ‬تشتهيها‭ ‬الحرية‭ ‬لتمسحَ‭ ‬دموع‭ ‬الحزن‭..‬
لتبحث‭ ‬عن‭ ‬حكايات‭ ‬الانسان‭ ‬والمدن‭ ‬العتيقة‭ ‬
ووجع‭ ‬بلادك‭ ‬الاولى‭ ..‬
لتُخلصَكَ‭ ‬من‭  ‬كوابيس‭ ‬لسعات‭ ‬الفساد‭ ‬
ومن‭ ‬لصوصٍ‭ ‬بإسم‭ ‬الوطن‭ ‬يرقدون‭ ‬على‭ ‬وسائد‭ ‬وثيرة‭ ..‬
يعكرون‭ ‬نبع‭ ‬الوطن‭.. ‬
القهر‭ ‬ظلَّ‭ ‬ذكرى‭ ‬وتراتيلَ‭ ‬قبورٍ
‭ ‬في‭ ‬مقابرنا‭ ‬الموحشة‭ ‬القاحلة
لا‭ ‬ضحكة‭ ‬للأشجار‭.. ‬وليظل‭ ‬الصمت‭ ‬شراباً‭ ‬معتقاً‭..‬
والحقيقة‭ ‬كذبةٌ‭ ‬فقدت‭ ‬بريقها‭ ‬على‭ ‬بوابات
‭ ‬سياط‭ ‬القسوة‭ ‬والحزن‭ ‬والارتحال،
فلا‭ ‬عجب‭ ‬أيها‭ ‬الشاعر‭ ‬أن‭ ‬تظلَّ‭ ‬غربتك‭ ‬أزلية،‭ ‬
يغمرها‭ ‬شَهدُ‭ ‬الحرية‭ ‬رغم‭ ‬عمرك‭ ‬الراحل
وشيخوختكَ‭ ‬وصرخة‭ ‬العنقاء‭ ‬لحزنك‭.. !!‬
‭***      ***    ***‬
غربتك‭ ‬أيها‭ ‬الشاعر‭ ..‬
حرَّرتكَ‭ ‬من‭ ‬قيود‭ ‬عواصف‭ ‬قضبان‭ ‬الكلمات‭ ..‬
من‭ ‬ضجيج‭ ‬الشعراء‭ ‬الانتهازيين‭..‬
والبكاء‭ ‬على‭ ‬الاطلال‭ ‬بعشوائية‭.. ‬
من‭ ‬صعقات‭ ‬وجوارح‭ ‬تغتال‭ ‬روحك‭.. ‬
كلما‭ ‬رقصتَ‭ ‬رقصة‭ ‬الحرية‭ ‬مع‭ ‬أطفال‭ ‬بلادك‭.‬
غُربتك‭ ‬أيها‭ ‬الشاعر‭ ‬كوردستانك‭.. ‬
ستذود‭ ‬عنها‭ ‬في‭ ‬الترحال‭ ‬والمنافي‭..‬
برفقة‭ ‬ترنيمة‭  ‬سيدة‭ ‬التراب‭ (‬هو‭ ‬قولنكو‭)**‬
تغنيها‭ ‬في‭ ‬المهجر‭ ‬وأنت‭ ‬تجوب‭ ‬الدنيا‭.. !! ‬
هوامش‭ ..‬
السيمورخ‭  ‬طائر‭ ‬اسطوري‭ ‬ذو‭ ‬3‭ ‬رؤوس
قولنكو‭ .. ‬بالعربية‭ ‬تعني‭ ‬الغرنوق‭ ‬وجمعها‭ ‬الغرانيق‭ ‬وهناك‭ ‬اغان‭ ‬كوردية‭ ‬حول‭ ‬هذا‭ ‬الطائر‭  ‬ويسمى‭ ‬ايضا‭ ‬بطائر‭ ‬الكراكي‭ ‬وقد‭ ‬وردت‭ ‬قصة‭ ‬الغرانيق‭ ‬في‭ ‬كتاب‭ ‬تاريخ‭ ‬الشعوب‭ ‬الاسلامية‭ ‬وكذلك‭ ‬تغنى‭ ‬الشاعر‭ ‬الداغستاني‭  ‬رسول‭ ‬حمزاتوف‭ ‬كثيرا‭ ‬بالغرانيق‭.‬


الاراء الواردة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي وكالة انباء "النافذة"

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - وكالة انباء النافذة