بعد خطاب السيد حسن نصرالله.. بتأكيد أن (طوفان الأقصى) قرارا فلسطينيا بامتياز.. تبدو نتائج انتقال صفحة الحرب إلى ازدواجية صفحتي الحرب الكلية مترادفة مع طاولة المفاوضات متعددة الأطراف مسألة وقت لا أكثر.. السؤال الإبرز والأهم.. بتمثل في قدرات حماس على المطاولة في ميدان القتال والإمكانات التفاوضية المقتدرة في فنادق ٧ نجوم!! ما بين الحالتين يبدو من الممكن القول: اولا: على الرغم من كل الحديث عن ارتباط وثيق بين عمليات (طوفان الأقصى) بالقرار الإيراني.. إلا أن هنالك واقع بفرص نفسه بكون قرار المعركة محصورا بين حماس وإسرائيل.. وفيما حصلت الأخيرة على الدعم الصهيوني الأمريكي الأوروبي.. لم تحصل حماس الا على الدعاء أو الاحتجاج وفي أفضل الأحوال.. العمل الدبلوماسي للجانب الإنساني الذي فشل في تحقيق الحد الأدنى المطلوب... ولم تبادر حتى إيران إلى إعلان حالة الطوارئ وإصدار فتوى الجهاد والدخول المباشر في العمليات العسكرية.. بل الموقف الرسمي الواضح والذي مرر أيضا في خطاب السيد حسن نصرالله يتمثل في إبعاد الدولة الإيرانية وحتى حزب الله عن قرار حماس المنفرد في طوفان الأقصى. ثانيا: ما بين القدرات على إدارة معركة ميدانية بتفوق كمي إسرائيلي.. كانت خسائر الايام الأولى قاسية جدا على الجيش الاسرائيلي.. مقابل عنجهية العقوبات الجماعية التي لم تستثن حتى المستشفيات أو قوافل الصليب الأحمر. كل هذه الأمور تفرض نفسها على أي طاولة مفاوضات مترادفة مع العمليات العسكرية.. وسقوط أسطورة الجيش الإسرائيلي على أبواب غزة.. يجعل المفاوض الفلسطيني أكثر قدرة على طرح خيارات متعددة بسقوف معقولة.. والايام المقبلة ستشهد مثل هذه المفاوضات. ثالثا: كل الكلام عن الدعم العربي أو الإسلامي حتى في القمة العربية المقبلة إذا ما عقدت.. لن تصل إلى ذلك الاستثمار الصحيح للصمود في غزة. وسيتوقف الجميع أمام ذات مفردات خطاب الرئيس السادات أمام الكنيست الإسرائيلي بمنطق حل الدولتين مقابل السلام الدائم. الأنكى من ذلك سيحاول أكثر من طرف إقليمي وربما دولي توظيف طاولة أو طاولات التفاوض لصالحه وسيكون الخطاب الإعلامي لهذا الطرف أو ذاك مهلهلا متعاليا على تلك المشاهد المنتشرة للدمار الشامل الذي فرضته عنجهية إسرائيل والقوات الصهيونية الأمريكية والأوروبية!! رابعا: عراقيا.. يتكرر السؤال الأصعب والأهم.. هل الدولة بنظامها الرسمي قررت الاشتراك في هذه الحرب وتوسيع قاعدة المشاركة اليمنية بإعلان رسمي للجزء المسيطر عليه من الحوثيين.. كما فعل اخد الفصائل المنضوية في الحشد الشعبي.. احد تشكيلات القوات المسلحة الرسمية.. وهل ننتظر بيانات رسمية عن هذه المشاركة في الحرب؟؟ ما موقف مجلس النواب العراقي كونه الجهة الدستورية لإعلان الحرب؟؟ هل يمكن إصدار قرار صريح من كتلة إدارة الدولة.. باعتبارها الكتلة البرلمانية التي شكلت حكومة السيد السوداني؟؟ ما يمكن أن يكون من ردود الفعل لبقية الشركاء في العملية السياسية؟؟ ما الاستعدادت الذي قامت بها كل الأطراف التي تحشد لدخول أتون المعركة مع القوات الأمريكية في سلامة جمهورها على الأقل ناهيك عن باقي الناس؟؟ كل هذه التساؤلات وغيرها الكثير من دون إجابات معلنة.. وموقف رسمي واضح وصريح. ما بين هذا وذاك لا أحد في كل الشعب العراقي.. يرفض الدفاع عن القضية الفلسطينية.. ومساندة أهلها المنكوبين في غزة.. ولكن لابد من وجود منظومة متكاملة رسميا لتفعيل مثل هذه المساندة وقرار دستوري لإعلان الحرب.. ويبقى من القول لله في خلقه شؤون!
الاراء الواردة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي وكالة انباء "النافذة"