03 Aug
03Aug

دائما اشكر الرب الرحيم ، كوني عشتُ طوال عمري ، منذ الطفولة ويفاعتي وحتى الزمن الحاضر ، في مساحة من النبل واحترام الذات بمحيط العائلة ،  ولاحقا في محطات العمل ، وهي كثيرة ؛ فلم ار نفسي يوما في مرآة صغيرة ، إنما في مرآة كبيرة دوما ؛ وهذا الواقع ، جعلني امقت ضعاف النفوس ، ومتلوني المواقف والبخلاء في حق انفسهم ، وحق عوائلهم ، وهذا الثلاثي ، هو صنو الجهل وصنو المرض ، ومتى ما اجتمع ؛ تموت في النفوس كل مشاعر الانسانية ، وتفقد الأبوة حنانها ، والأسرة فرحها ؛ فالمبدئية وشجاعة الكرم لا ينبتا إلا في حقل النفوس الأبية ، ولا ينبثقا إلا من صميم الروح التواقة الى الفرح والساعية الى سعادة الاخرين .. وأجمل النفوس هي التي لا تنكر المعروف ابدا .
ان ضعاف النفوس ، الذين يلبسهم البخل المادي والعاطفي ،  هم شخصيات مريضة ؛ وقد لاحظتُ ان انتشارهم في المجتمع اصبح كثيرا ؛ وشكاوى عوائلهم مستمرة ، وهؤلاء يجدون لذة في التفتيش عن اخطاء الناجحين في حياتهم العملية والأسرية ، ناكرين حقيقة انسانية ، يعرفها من تربى على النخوة والنبل والكرم ، ان  نفوس الناجحين هي بيوت أصحابها، وإذا طرقها احد ، فينبغي ان يطرقها برفق ؛  لكن من اين لهم هذا الشعور، فالصديد المكبوت في نفوسهم يخرج ، عندما يرون النقاء على جباه الكرماء ؛ الذين يتحدثون عن المستقبل ، ولا يكثرون من الحديث عن أمجاد الماضي حتى لو كان عظيماً.. فالنظر الى الامام .. يعني السير باتجاه المجد الذي تحميه القلوب المخلصة النبيلة.. فهولا يُباع ويُشترى .. المجد تصنعه النفوس الشجاعة التي تتحلى بالكرم والتسامح .
ان الانسان الكريم ، يصبح أقل تركيزا على تكديس الأموال والممتلكات ، ودائما  يتوجه  نحو توفير السعادة له ولمحيطه ، فالمال زائل ؛ والبخيل يسجن عقله في بوتقة الكره ، لذلك نجده يغرق في كوب ماء !
 الآن عرفت أن الوجوه مرايا النفوس ، تضيء بضيائها وتظلم بظلامها .. واللعنة على كل بخيل على نفسه وعلى اسرته .


الاراء الواردة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي وكالة انباء "النافذة"

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - وكالة انباء النافذة