كانت تشرين ثورة ضد العملية السياسية واحزابها مشروطة فقط بدعم المجتمع الدولي لكي تحقق اهدافها ، لكن اوليات المجتمع الدولي كانت ولا تزال ليست رعاية انقلاب سياسي او ثورة وانما الذهاب الى معركة انتخابات وحسم الصراع من خلالها ، لذلك كانت حكومة الكاظمي هي هدنة مشروطة بين القوى السياسية وقوى تشرين المؤيدة بقوى كبيرة من المجتمع العراقي ، وبدل من ادارة هذه الهدنة باحتراف انشغل فريق طامح حول الكاظمي بالاستثمار في بعض قوى تشرين لصياغة مشروع انتخابي يدخل به حلبة المنافسة مع القوى السياسية ادى بالنتيجة ان تتخلى الحكومة عن التزامها بادارة الهدنة والتفرغ لحماية الحراك التشريعي ووجوهه التي رفضت المشروع الحزبي الانتخابي لفريق الكاظمي الطامح ، قبل ان تتخلى حكومة الكاظمي نفسها عنه ( طوعا او كرها )
نعم لم تتورط حكومة الكاظمي في استهداف المتظاهرين كما تورطت بها الحكومة السابقة ، ولا اشك في اقسى خلافي مع الكاظمي بنواياه الطيبة ، لكن انشغال فريقه الحكومي طوال عام عن ادارة الهدنة للوصول الى انتخابات عادلة كانت على رأس مطالب التشارنة ، والتذكير ان تشرين هي برميل البارود الشعبي الاكبر بوجه العملية السياسية واحزابها والحكومة وفريقها كان خطئا كبيرا لطالما ذكرت به حتى لم اسلم على نفسي .
لم يعد لي اي حافز ان ادافع عن عملية سياسية لطالما اعترف قادتها انفسهم بفشلها وفسادها ، لكني اذكر الاحزاب على كل اخطائها ان اخر قارب نجاة لها هو الاستجابة لمطالب تشرين بالاصلاح ، والسلام وادارة انتخابات عادلة يعاد فيها مراعاة شروط تشرين وان تأخرت لبعض الوقت ، تقبل الاحزاب بها ان تخسر ما تخسره لصالح حركة الاحتجاج الاجتماعي الممثلة بصوت تشرين المستعد للتضحية بلا نهاية قبل ان يفور التنور ويكون الطوفان .
* ملاحظة: المقالة تعبر عن رأي صاحبها *