بعد سقوط النظام السابق تسممت عقولنا يثلاثة انواع من السموم هي:سم الاعلام,وسم السلطة,وسم التعليم.ولكل واحد من هذه السموم تاثيره علينا وعلى طريقة تفكيرنا. سمّ الاعلام كما اظن هو تلاعب سحرة فرعون بمن يشاهدهم.دعوني اقول نحن اليوم نشاهد سحرا يجعلنا نخسر كثيرا من قدرتنا على التفكير ان تفاعلنا معه. اغلب الفضائيات هي فرعونية الروح.انها تبحث عن الاثارة والتشويق وتخدير المشاهد. برامج سياسية بالعشرات هنا وهناك تعد كطبخة شعبية ثم يحضر اليها ضيوف وظيفتهم شحن المتابعين من خلال الشتم والنقد وقلب الحقائق.المضحك ان هناك مقدمين ومقدمات برامج يعتقدن انهن يصنعن رايا عاما ويحركن الشارع.وهنا تكمن المشكلة اذ تسيطر روح ساحر فرعون على المشاهد الذي يتابع وهو يضحك او يمدح فقط لمجرد الضحك او المدح.وهكذا يتكرر سيناريو الخداع البصري يوميا حتى يصبح عادة من العادات السيئة كألاكل المفرط او التدخين او ادمان المخدرات. على عكس رقص القنوات المنتمية لهذا الطرف او ذاك تعزف الشرقية ايقاعها جيدا. هذه الفضائية تحاول ان تنبهنا وسط ضجيج سحرة فرعون ان ننتبه كي لا نفقد الطريق الحقيقي.ولن ابالغ اذا قلت ان صوت الشرقية هو فضح روح الساحر التي انتشرت في حياتنا. قبل ايام قدمت «الشرقية» خلال ساعات قليلة تقريرا مهما,وحوارا اهم,اتعرفون ما مضمون التقرير والحوار,مضمونهما مشكلة الجفاف التي تضرب البلد والتي ستتفاقم. من المؤسف ان المشاهدين لا اقول كلهم لم ينتبهوا الى هذا الامر.لكن في مثل هذه المتابعات والتقارير والحوارات تقدم «الشرقية» ثورتها ضد سحرة فرعون.واتحدى من ينتقدني ان يقدم حوارا واحدا في فضائيات اخرى عن مشكلة الجفاف التي تنتظرنا,وبدات ملامحاها المخيفة بالظهور. «الشرقية»تعزف ايقاعها لتقول الوقت سينفد,ونرى انفسنا وسط جفاف يقلب حياتنا رأسا على عقب.كما انها تحاول انقاذنا من تفاهة الجو العام المليء بديكور مغشوش لمقدمي برامج يخطئون في كتابة سطرين صحيحين. شكرا قناة «الشرقية»
الاراء الواردة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي وكالة انباء "النافذة"