26 Aug
26Aug

بدأوا معنا بطبع الحملان. ونعومة الكلام وجميل الوعود، وبالوفيرمن عبارات الورعِ والخوف من الله. قالوا نحبكم. نحب الديمقراطية. نحب الدستور. نحب الفقراء. قالوا نريد بناء الدولة. واشاعة الخدمات، وإنفاذ القانون. قالوا ثقوا بنا، سنحافظ على ثروة البلاد وحقوق البلاد وسيادة البلاد وقوانين البلاد ودستور البلاد.
قالوا سنحارب الفساد، فاصبحوا فاسدين للعظم، وننبذ الظلم فاصبحوا ظلمة بلا حدود، وزعموا نهاية السطوات فانطلقوا يعربدون في شوارعنا وعلى ابواب بيوتنا واطلقوا علينا من حصصهم بهائم معمية العيون، وتعهدوا ببسط الامن ثم تفننوا باعمال القتل والاختطاف واشاعة السلاح المنفلت. قالوا للارامل والايتام واصحاب الحاجة والمعوزين للقمة العيش وفرصة العمل: انتخبونا. سنأتي لكم بكل هذه الحقوق.
ثم.. حين استتب لهم الامر انقلبوا الى ذئاب، فيما يقول البعض انهم بدأوا ذئابا مخاتلة، وحين صدقهم “الغِشمة”  كشّروا عن انيابهم ليفترسوا الدولة بما  فيها وماعليها.. مسبوقاً بقول الشاعر: كفاك الله أسواءَ امرئٍ/ ضاحكٍ يكْشرُ عن أنياب أرقمِ
ومن طبع الحملان الى طبع الذئاب.. الذئاب التي لا تكتفي بالفتك بضعاف الدواب، بل تفترس بعضها من دون رحمة. روايات كثيرة طي كتب التاريخ، منها قصة ذلك الإعرابي الذي وجد جروَ ذئبٍ مقطوع عن أهله، فأخذه الى كوخه، وسقاه من حليب شاته، ورباه، وحين اشتد ساعدُ الجرو وصار ذئباً فتك بالشاة التي رضع حليبها ، فخاطبه الأعرابي بقوله المشهور وهو يبكي:
بقرتَ شويهتي و فجعتَ قلبي/ وأنتَ لشاتنا ابنٌ ربيبُ


الاراء الواردة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي وكالة انباء "النافذة"

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - وكالة انباء النافذة