يحكى أن فلاحاّ بابلياً فقد حصانه الوحيد الذي يساعده في أعمال الحقل، فجاء إليه جيرانه في العشية يواسونه في مصيبته قائلين: أيّ مصيبةٍ حلّت بك!
هزّ الفلّاح رأسه قائلاً: ربما، من يدري !، كل ما يأتي من الله خير ..
في اليوم التّالي: رجع الحصان إلى صاحبه ومعه ستّة جيادٍ بريّة، أدخلها الفلّاح إلى حظيرته.
فجاء إليه الجيران يهنّئونه قائلين: أيّ خيرٍ أصابك!
هزّ الفلّاح رأسهُ قائلاً: ربما، مَن يدري! كل ما يأتي من الله خير.
جواد جامح
في اليوم الثّالث عمد الإبن الوحيد للفلّاح إلى أحدِ الجيادِ البريّة فأسرجهُ عنوةً، واعتلى صهوته، ولكنّ الجواد الجامح رماهُ عن ظهره فوقع أرضاً وكُسرت ساقه.
فجاءَ الجيران إلى الفلّاح يواسونهُ قائلين: أيُّ مصيبةٍ حلّت بك!
فهزّ الفلّاح رأسه قائلاً: ربما، مَن يدري! كل ما يأتي من الله خير.
في اليوم الرّابع جاء ضابط التّجنيد في مهمّة من الحاكم لسوقِ شبابِ القرية إلى الجيش، فأخذ مَن وجدهم صالحينَ للخدمة العسكريّة، وعفى عَن ابنِ الفلّاح بسببِ عجزه.
فجاءَ الجيرانُ إلى الفلّاح يهنّئونه قائلين: أيُّ خير أصابك!
فهزّ الفلّاح رأسهُ قائلاً: ربما، مَن يدري! كل ما يأتي من الله خير
وصدق ابن عطاءِ الله السكندري حيث يقول: : « ربّما أعطاكَ فمَنَعك، وربّما منعكَ فأعطاك ». … تذكرت هذه القصة ، وانا أتطلع إلى موجة اليأس والإحباط التي تنتشر بين أبناء شعبنا العراقي المظلوم حتى ما يتناقله الناس من الموروث الشعبي. في عام 1958، قالت حمدية لحمد
على لسان الشاعر الكبير (مظفر النواب)
مرينه بيكم حمد وإحنا بقطار الليل ..
وسمعنه دگ إكهوَة
وشمينه ريحة هيل .
ثم عادت حمدية تقول لحمد عام 2023
فرينا منهم حمد وإحنه بتوالي الليل
وسمعنه صوت القصف،،،، ومسمعنه صوت الريل
ياحمد فر الگطا والزرع شاف الويل
ولگينه كل الفلح ترگص تدگ بالليل
لا ظگنه طعم كهوة، ، ولا ظگنه طعم الهيل
ياحمد *شنهو الجرى،،،،،
ويا حمد وين الحيل.؟
فيرد عليها حمد:
حمدية شااااال الفرح حمدية شاااال بليل ..
ولا بينا مر السعد ولا بينا مر الريل
حمدية عوفي الفرح،، حمدية مااااظل حيييل
شفناالمصايب ترى،،،، ويه القهر والويل… المهم ، لا ندري هل ستنتهي مصيبة العراقيين من ظلم وتعسف وفقر ومرض وجهل و فساد و محاصصة و محسوبية ، ام نقول ما قاله العراقي ايام زمان كل ما يأتي من الله خير )