إدارة القوى الناعمة تكمن بواسطة برامج تستهدف الشباب بطابع عدواني لتكون حرب ناعمة تتجسد في حرب الافكار والغرائز، والغاية من هذه البرامج هي استهداف طلاب الاعدادية وبرامج أكثر دقة منها للسيطرة على العقول وارغامهم لتستهدف طلبة الجامعات وبرامج اخرى عالية الدقة تتضمن حرب ايدلوجية عقائدية تستهدف اساتذة الجامعات.
بينما استكملت السفارة الامريكية عملها لحرب سياسية وحرب للدعاية تجسدت في حرب الكلمات الدؤوب لغسيل ادمغة الشباب العراقي بصناعة منظمات والاشاعات التي تزلزل العقول وتغير السلوك بطابع انساني او مدني والهدف منه اباحية المحتوى بداع تمكين الشباب وجذب في العلن وهدم وترويض في الخفاء للأعراف والمقدسات.
ولا بد هنا ان نطرح سؤال، ما هو الفرق بين القوى الناعمة والحرب الناعمة، القوى الناعمة هي مجموعة الوسائل والادوات المؤثرة والفعالة في تغيير الافكار والرؤى مثل وسائل التواصل الاجتماعي والانترنيت ووسائل الاعلام، اما الحرب الناعمة، هي الاستخدام العدواني للقوى الناعمة من قبيل استهداف القيم والمعتقدات والاعراف الاصيلة بواسطة مواقع التواصل الاجتماعي او غيرها.
يستخدمون في حربهم الناعمة مع الشباب المفاهيم الجذابة و العناوین البراقة التي تثير الدهشة وتحرك الوجدان لتمرير اجندتهم التهديمية بلا ضجيج ولاصوت مسموع ولا قتال ولا ترويع ولا مخالفة القوانين او الاعراف وهذا ما حصل بعد عام ۲۰۰۳م.
في العراق عملت السفارات ومنها الالمانية والبريطانية والامريكية على العديد من البرامج التي تميزت بالخفاء والمكر والدهاء باستهداف قلب الانسان وعقلة، ومنها برامج ايلب لتبادل القادة الشباب بمتغيرات عالمية القت بظلالها على المجتمع العراقي و برنامج زمالة رواد الديمقراطية و برنامج فولبرايت وغيرها، ان هذه البرامج موجهة ضد الشباب الذين يمتلكون مؤهلات علمية واجتماعية يمكن استغلالها ضدهم لاحقاً لأثارة الفتن وزعزعة العقائد.
لذا يجب ان نتحلى بالوعي والبصيرة امام تلك المشاريع الاجنبية الدخيلة وان نميز ثقافتنا واعرافنا وتقاليدنا عن الثقافات التي نشأت في ظل الحضارة الغربية التي لا يوجد في قاموسها سوى الحروب والهيمنة ومصادرة الخيرات ونهب المقدرات.
* ملاحظة: المقالة تعبر عن رأي صاحبها *