25 Jul
25Jul

عطر‭ ‬الطُرق‭ ‬يرتديني‭.. ‬
يسافرُ‭ ‬خاشعاً‭ ‬على‭ ‬صخور‭ ‬جبال‭ ‬أوجاعي،‭ ‬
طُرق‭ ‬تموجُ‭ ‬بها‭ ‬حكايات‭ ‬أوطان‭ ‬وأسفار‭ ..‬
تَوقٌ‭ ‬لمماليك‭ ‬الأحزان‭ ..‬
‭ ‬منذ‭ ‬أعوامٍ‭ ‬وأنا‭ ‬أسافر‭ ‬في‭ ‬دروب‭ ‬المجهول،‭ ‬
كي‭ ‬لايستيقظ‭ ‬المارد‭ ‬فيّ‭ ‬انكسارات‭ ‬الروح‭ ‬
وخيبات‭ ‬تشدو‭ ‬في‭ ‬أحضان‭ ‬الظلام‭.. ‬
كي‭ ‬تظل‭ ‬قناديل‭ ‬دروبي‭  ‬دموعاً‭ ‬مسكوبة‭ ‬
من‭ ‬دمائي‭ ‬المشردة‭ ‬
وتغتال‭ ‬ملامح‭ ‬محراب‭ ‬روحي‭ ‬القديم‭ !!‬
‭***     ***     ***‬
لا‭ ‬رفيق‭ ‬لي‭ ‬إلاّ‭ ‬ظلي‭ ..‬
وظلي‭ ‬غدا‭ ‬قمراً‭ ‬ضريراً‭ ‬
يحاكي‭ ‬البؤساء‭ ‬والأغراب‭ ‬والفقراء،‭ ‬
يبحث‭ ‬عن‭ ‬ربيعٍ‭ ‬رغم‭ ‬أنف‭ ‬أزمنة‭ ‬الحروب‭ ‬،
ورصاص‭ ‬أنهكَهُ‭ ‬النعاس‭ ‬من‭ ‬تناقضات‭ ‬المعارك
وقسوة‭ ‬حكامٍ‭ ‬ورعبٌ‭ ‬في‭ ‬غفلة‭ ‬ليلٍ‭ ‬لا‭ ‬ينتهي
غَدَو‭ ‬غربة‭ ‬وطن‭ !!‬
لا‭ ‬رفيق‭ ‬لي‭ ‬إلاّ‭ ‬ظلي‭ ..‬
وظلي‭ ‬يبحث‭ ‬عن‭ ‬معطفٍ‭ ‬يفيضُ‭ ‬بدم‭ ‬حياة‭ ‬قاسية‭.. ‬
يصوغ‭  ‬قصائد‭ ‬حريةٍ‭ ‬من‭ ‬مدائن‭ ‬الفوضى‭.. ‬
يواصل‭ ‬المسيرة‭ ‬في‭ ‬غابات‭ ‬الدنيا،‭ ‬
يصافح‭ ‬تراب‭ ‬البلدان،‭ ‬
وطفولةٌ‭ ‬إمتلأت‭ ‬ملامحها‭ ‬بمكابدات‭ ‬أزلية‭.‬
أحياناً‭ ‬يتسلقني‭ ‬ظلي‭ ..‬
يزعجني‭ ..‬يدور‭ ‬حولي‭ ‬ثملاً‭ ‬بدفء‭ ‬أحلامي،
يعانقني‭ ‬،‭ ‬يُمطرني‭ ‬بتاريخ‭ ‬الاجداد،‭ ‬
يخبرني‭ ‬عن‭ ‬أحلامٍ‭ ‬بهيجة‭ ‬من‭ ‬عناء‭ ‬السفر،‭ ‬
وفي‭ ‬بداية‭ ‬الطريق‭ ‬وزحمة‭ ‬ركام‭ ‬الافكار‭.. ‬
كان‭ ‬الوطن‭ ‬ينتظرنا‭ ‬ليضمنا‭ ‬
روحاً‭ ‬وعمراً‭ ‬وتوقاً‭ ‬لأماكن‭ ‬الميلاد،
وإذا‭ ‬بالوطن‭ ‬لم‭ ‬يشبع‭ ‬بعد‭ ‬من‭ ‬رائحة‭ ‬الدماء‭ ‬
وجفَّ‭ ‬حِبرُ‭ ‬شعراءه‭ ..‬
القصائد‭ ‬خانت‭ ‬،سرقت‭ ‬،‭ ‬ماتت،‭ ‬،كذبت‭ ‬
رقصت‭ ‬على‭ ‬جراح‭ ‬الفقراء،‭ ‬
وعشاق‭ ‬كانت‭ ‬دمائهم‭ ‬تتدفق‭ ‬كالشلالات‭ ‬
ظل‭ ‬الوطن‭ ‬يرمقُ‭ ‬لوجع‭ ‬الانسان
‭ ‬لالتقاط‭ ‬الانفاس‭ !!‬
لا‭ ‬رفيق‭ ‬لي‭ ‬إلاّ‭ ‬ظلي‭ ..‬
أحياناً‭ ‬تكتنفهُ‭ ‬الهموم‭ ‬من‭ ‬تفاصيل‭ ‬الأسفار‭..‬
من‭ ‬تقاعسات‭ ‬الشعراء‭ ‬على‭ ‬القسوة‭ ‬واللاعدالة‭ ‬،
من‭ ‬جريهم‭ ‬حتى‭ ‬التخمة‭ ‬خلف‭ ‬الثروة‭ ‬والمناصب
بإسم‭ ‬الوطن‭ ‬،
بدلاً‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬يزيحوا‭ ‬من‭ ‬على‭ ‬صدر‭ ‬الوطن‭ ‬
ركامات‭ ‬العنف‭ ‬والخوف‭ ‬وصور‭ ‬زنزانات‭ ‬الماضي‭ ! ‬
لا‭ ‬رفيق‭ ‬لي‭ ‬إلاّ‭ ‬ظلي‭.. ‬
وظلي‭ ‬غدا‭ ‬فماً‭ ‬وثورةً‭ ..‬
شعلةً‭ ‬يغالبها‭ ‬البكاء‭ ‬على‭ ‬أرصفة
‭ ‬مدن‭ ‬الحلم‭!!‬

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - وكالة انباء النافذة