13 Aug
13Aug

أطلقت تركيا في أبريل 2022، عملية ((المخلب ـ القفل)) ضد معاقل ((بي كي كي))التي تصنفه أنقرة إرهابيا في مناطق متينا ،والزاب، وأفشين ـ باسيان شمال العراق. وكانت وزارة الدفاع التركية، أعلنت يوم الأربعاء الموافق 9/8/2023، عن مقتل 4 جنود أتراك في هجوم نفذه أفراد ((حزب العمال الكردستاني التركي))شمال العراق. وأعلنت الوزارة التركية الخميس الموافق 10/8/2023، عن ارتفاع عدد القتلى من الجيش التركي، في الهجوم الذي نفذه حزب العمال الكردستاني التركي شمالي العراق ، إلى 6 قتلى حتى الآن. العمليات العسكرية واسعة النطاق تتواصل في منطقة ((المخلب – القفل)) شمال العراق.وقالت في بيان إنه تم تحييد 995 إرهابيا منذ مطلع عام2023، بينهم 53 في الأيام السبعة الماضية.
تحليل وأستنتاج:-
وسّعت تركيا دائرة هجومها الأخير في شمالي العراق ضد المسلحين الأكراد، لتصل عمق غير مسبوق، وصاحب ذلك تشييد قواعد عسكرية، ليتضح أن ذلك جزء من استراتيجية جديدة لأنقرة في التوسع عسكريا إلى ما وراء حدودها. وتجتذب حملة أنقرة الجديدة العابرة للحدود التي تحمل اسم ((المخلب-القفل)) قدرا أقل من الاهتمام مقارنة بتوغلاتها في سوريا المجاورة.ويرجع السبب في ذلك جزئيا إلى أن القوات التركية موجودة أصلا في العراق منذ فترة طويلة، لكن ذلك الوجود جزء من استراتيجية هدفها دفع خطوط القتال لما وراء الحدود بعد سنوات من الصراع وإراقة الدماء في الداخل.
تحارب تركيا تمردا يشنه حزب العمال الكردستاني التركي في جنوبها الشرقي الذي يغلب عليه الأكراد وقٌتل فيه 40 ألف شخص منذ عقد الثمانينيات من القرن المنصرم وكان يٌدار إلى حد كبير من داخل العراق.وبعد انهيار جهود السلام في 2015، اندلع القتال الشرس مجددا في تركيا. ومنذ ذلك الحين ولحد الان ، تسعى حكومة الرئيس طيب أردوغان إلى معالجة ما تقول إنها جذور الأزمة.
يبررالمسؤولين الاتراك الهجوم في كل مرة بالقول(( إن النهج الجديد يهدف إلى تدمير التهديد من المكان الذي ينطلق منه)). ولعبت الطائرات المسيرة المدججة بالسلاح التي يتم تصنيعها محليا دورا كبيرا في تعزيز القدرات العسكرية التي تستعرضها تركيا.وجعل ذلك تركيا قادرة في العراق على مهاجمة المسلحين في مناطق كان يستعصي عليها الوصول إليها في السابق.
أثارت التدخلات التركية في عهد أردوغان قلق أقليم كوردستان العراق والحكومة الاتحادية في بغداد والعالم، وأشعلت اتهامات المعارضة التركية في الداخل بأنها تسعى لصرف الاهتمام عن أزمة اقتصادية ونكسات سياسية بعد 17عاما في السلطة.
تنفذ تركيا انتهاكات عسكرية مستمرة غير مبنية على أي أساس قانوني أو اتفاق مع الجانب العراقي وتتذرع بالمادة(( 51)) من ميثاق الأمم المتحدة للدفاع عن النفس، وهذه لا يمكن تطبيقها دون وجود موافقة رسمية عراقية.


* ملاحظة: المقالة تعبر عن رأي صاحبها *
 

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - وكالة انباء النافذة