12 Jun
12Jun

يعاني اإليزيديون من ويالت التعريب والتهجير واإلبادات الجماعية التي لم يعانيها أي شعب آخر، وذلك على يد الحكومات واألنظمة االستبدادية المتعاقبة والمنظمات اإلرهابية، الواحدة تلو األخرى. واليوم، يواجه اإليزيديون مؤامرة جديدة من أعلى سلطة تشريعية في دولة ديمقراطية فدرالية، أال وهي البرلمان العراقي ذو األغلبية الشيعية، حيث يحيكون مؤامرات متتالية ضد شعب كوردستان بجميع أطيافه وفسيفسائه الجميل .
كان األجدر بالبرلمان العراقي أن يجمع تواقيع إلنهاء مأساة اإليزيديين عبر تنفيذ اتفاقية شنكال، التي تهدف إلى عودة أهلها إلى ديارهم وتقديم الخدمات واألمن واألمان لهم. بدالً من ذلك، قام البرلمان بجمع تواقيع لتفكيك البيت اإليزيدي، وضرب خنجر في خاصرة اإليزيديين عبر تقسيمهم بين شنكال وشيخان (والت شيخ)، وذلك من خالل استحداث قومية جديدة لإليزيديين، مما يؤدي في النهاية إلى عزل شنكال عن وطن األم كوردستان.
كان من الواجب على النواب الذين قدموا العريضة ووقعوا عليها أن يدركوا أن القومية ليست حزبًا سياسيًا أو منظمة مجتمع مدني يمكن تأسيسها بأمر من جهات طائفية تسعى لتحقيق مصالح سياسية خبيثة. القومية تعتمد على أصول عرقية وتاريخ طويل، وال يمكن استحداثها بجرة قلم أو بمؤامرة سياسية أو دعاية حزبية لكسب أصوات الناخبين في االنتخابات البرلمانية القادمة. كل من يحاول تشويه الحقائق التاريخية يتحمل المسؤولية أمام الشعب والتاريخ ال يرحم. قد يعيد التاريخ نفسه ولكن بشكل آخر. في األمس القريب، في تعداد عام 1977، أمر نظام الحكم آنذاك بتعريب اإليزيديين وسجلوا اإليزيديين في حقل القومية كعرب رغم معارضتهم. وبعد زوال النظام زال الظلم وحقل القومية، لكن لألسف، لم ي ُزل الفكر الدكتاتوري الطائفي الفاشي. وما يجري اليوم في البرلمان العراقي من حياكة مؤامرة سياسية ضد اإليزيديين هو تكملة لمؤامرة األمس بتعريبهم.
هذه المؤامرة تشكل خطراً يهدد الجسد اإليزيدي بأكمله، وعلى المجتمع اإليزيدي، وخاصة المثقفين واألكاديميين بغض النظر عن توجهاتهم وانتماءاتهم، الوقوف بوجه هذا المخطط الخطير.
اإليزيديون هم كورد أقحاح، وموطنهم األصلي هو كوردستان، حيث يقع معبد اللش النوراني  الذي يُعتبر مركزاً دينياً وثقافياً هاماً لهم. تاريخهم وتراثهم وديانتهم متجذرة في اللغة الكوردية، مما يعكس الهوية الكوردية العميقة التي ينتمون إليها.


الاراء الواردة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي وكالة انباء "النافذة"


تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - وكالة انباء النافذة