يعد بنك SVB احد اعمدة النظام المصرفي الأمريكي وتسلسله رقم 16 ضمن اكبر البنوك الأمريكية من ناحية حجم ما يمتلكه من اصول والتي تجاوزت 200 مليار دولار.
وقد شكل الانهيار يوم الجمعة الماضي صدمة مالية عالمية قد يمتد اثرها الى النظام المصرفي الأمريكي ولربما النظام المصرفي العالمي،وقد تخلق اثرا اقتصاديا سيئا يتماثل واثر الأزمة المالية العالمية في عام 2008،عندما انهار بنك Lehman Brothers وبعدها انهارت كل اسواق المال العالمية، مما أثار مخاوف عالمية شديدة من حدوث أزمة مصرفية في جميع أنحاء العالم، قد تؤدي الى انهيار النظام المصرفي العالمي وأيضا اسواق المال العالمية مثل ماحدث عام 2008.
ومصرف SV متخصص في تمويل الشركات الناشئة وهو المستثمر الرئيسي في اسهم شركات التكنولوجيا وقد جاء انهياره وافلاسه بعد فشله في التعامل مع (عمليات السحب الهائلة لمودعيه، وخاصة شركات التكنولوجيا، ولم تنجح محاولاته الأخيرة لجمع أموال جديدة).
ان سبب الانهيار كما تشير التقارير هو تمادي المصرف في توجيه أموال مودعيه الى الاستثمار في اسهم شركات التكنولوجيا والتي بدأت قيمها الاستثمارية تتراجع بعد توجه الفدرالي الامريكي الى استخدام اسعار الفائدة في معالجة التضخم واستمراره في تغيير اسعار الفائدة والتي بينا تاثيراتها المتوقعة في اكثر من مقال سابق.
ومع زيادة حاجة عملاء المصرف من( الشركات الناشئة والشركات التقنية لأموالهم، زادت عمليات السحب)بشكل مفاجئ مما اضطر المصرف ( لبيع أصوله الخاصة تلبية لطلبات العملاء، ومنها بيع السندات بسعر الخسارة.
ان الخسائر التي تكبدها المصرف وفق تقرير لمجلة إيكونوميست،( تقدر بحوالي 1.8 مليار دولار، وهو ما ترك فجوة حاول سدها بزيادة رأس المال لكنه فشل في ذلك).
وبعد الانهيار سجلت بورصة نيويورك اليوم بعض التراجعات الواضحة اضافة الى تراجع في الاستثمار في الاسهم بين 5%الى 12% في جميع الاسواق الاوربية.
والسؤال ماذا يخفي انهيار مصرف Silicon Valley؟.وهل تستطيع الادارة الأمريكية ان تبعد شبح الانهيار المتوقع في النظام المصرفي الأمريكي وايضا في بورصة نيويورك العملاقة؟.وهل كان اللجوء الى استخدام سعر الفائدة لمعالجة التضخم سببا في ذلك؟.سوف يكون لنا مقالا شاملا حول هذا الحدث المصرفي.