ما كان لشعوب العالم المتمدن شق طريقها في البناء والتخطيط السليم لمستقبلها لولا قادة تأريخيون نهضوا بها وايقظوها من سباتها ورفض الماضي بعقده والامه, وفي العراق الجديد توقع المواطنون بعد عام 2003 تغييراً شاملاً في حياتهم اليومية وصولاً الى مستقبل افضل بعد معاناة وحروب عشوائية ما كان ينبغي حصولها وحصاراً ظالماً فرض بلا وازع من ضمير او جانب انساني بيد ان الذي حصل بروز ظواهر مؤسفة اثرت في الاجماع العراقي الوطني واثار سلبية في المستقبل منها وعلى سبيل المثال تداول مصطلحات غير مقبولة اجتماعياً (مكون سني,شيعي ,كردي) انتجت محاصصة مقيتة وكتلاً غير متجانسة مع بعضها, والوزير اصبح ممثلاً للكتلة التي رشحته وليس للعراق الكبير, والتجاوز على السلطة التنفيذية ومهامها وواجباتها المعروفة في خدمة الوطن والمواطن ومن غير تمييز, والتهاون في ردع النزاعات العشائرية واستفحالها, وانتشار المخدرات بشكل لايطاق ولا يعقل دون الوقوف على معرفة من يدفع بها الى البلاد من خارج الحدود والقضاء عليها وليس مجرد الحديث عنها اعلامياً, والدعوات المشبوهة لاقامة اقاليم وفيدراليات تفرق ولا تجمع بغية تسلط البعض على مواطنيها والتحكم برقابهم, والانكى من كل هذا عند قيام مسؤولاً من دولة ما يحل ضيفاً على العراق يلتقي بكتل واشخاص من هم خارج السلطة التنفيذية, والمضحك المبكي ينتهي الاجتماع بعبارة تم البحث خلاله في الشأن المحلي والدولي وكأن العراق اصبح دويلات, وهذا يعد ايضاً تجاوزاً على السلطة التنفيذية المتمثلة برئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ومثلما هو متبع في دول العالم ويرجعنا الى ما قبل العشرينيات يوم كان العراق مقسماً الى ولايات واقطاعيات يتحكم فيها افراد معدودين شخصها الملك فيصل الاول رحمه الله في قوله المشهور ( اقول وقلبي ملآن اسى انه في اعتقادي لا يوجد في العراق شعب عراقي بعد بل تكتلات بشرية خالية من اي فكرة وطنية, متشبعة بتقاليد واباطيل بيئية لا تجمع بينهم جامعة), واليوم ما احوج العراق الجديد الى رمز يقوده نحو حياة حرة كريمة مستقرة ومركزية قوية حفاظاً على وحدة البلاد لا شرقية ولا غربية واعادة هيبة الدولة ولا ارادات خارجية يســـــتقوي بها ضعاف النفوس.
الاراء الواردة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي وكالة انباء "النافذة"