10 Jul
10Jul

ستوكهولم هي عاصمة السويد، تلك الدولة الاسكندنافية الباردة القابعة في شمال أوربا بمحاذاة روسيا، بسكانها العشرة ملايين، كانت على مدى العقود الماضية، تمثل حلما للكثير من الشباب العرب والمسلمين، اذ كانوا يعدونها جنة الفردوس في الارض، ولهذا السبب خاطر أولئك الشباب بحياتهم وهو يركبون القوارب الصغيرة، التي لطالما ابتلعتها مياه المحيطات، فمات مَن مات، اما الناجون، فإن السويد هي فردوسهم الموعود..
فكانت هذه الدولة ملجأً للكثير من الشباب العراقيين المهاجرين بصورة مشروعة أو غير مشروعة.ويقولون إن السويد هذه، تعد واحدة من البلدان التي يتمتع مواطنوها والمهاجرون اليها، بسقوف عالية من الحرية، التي تبيح للفرد منهم فعل ما يشاء، من دون أن يقول له أحد على عينك حاجب، وقد تكون مثل هذه السقوف العالية، هي التي شجعت غير السويديين إلى القيام بسلوكيات غير منضبطة، ومخلة ومسيئة وشائنة وبموافقة السلطات الحاكمة، ولعل العقود الخمسة، التي قضاها ملكهم كارل السادس عشر، لم تعطه الحكمة الكافية التي تجعله قادرا على التمييز بين فعل سيئ وآخر طبيعي، تكون أرض مملكته ساحة له، مما قد يخلق لهم مشكلات كبيرة، لا سيما أن لهم حدودا مع روسيا، التي ما زالت تثير رعبهم وتهدد مصالحهم، خصوصا أن لروسيا علاقات وثيقة ومتينة مع بلدان الشرق الاوسط ومعروف أن اغلب هذه الدول تدين بالاسلام، لذلك أقول إن ما ارتكبه أحد المعتوهين العراقيين الذي فر من العراق بعد الكثير من الافعال السيئة بحق عراقيين آخرين، وعندما وصل إلى بلاد السويد، استغل تلك الحرية ليرتكب واحدة من اكبر الجرائم، عندما أقدم على حرق القرآن الكريم، تلك الجريمة البشعة، التي اهتز لها العالم اجمع، وليس فقط العالم الاسلامي،، ولقد اختلف المفسرون في تفسير ارتكاب هذه الجريمة، فقد عزاها بعضهم إلى وجود اضطراب نفسي لدى هذا الشخص، وآخرون قالوا إنها محاولة للفت الانظار والطشة، وفريق آخر ذهب إلى أنه يريد الحصول على اللجوء هناك، وبصرف النظر عن الأسباب الدافعة لارتكاب الجريمة، فإن القضية ترتبط بموافقة الحكومة السويدية على القيام بالفعل، وهذا الأمر بحد ذاته هو الذي استفز مشاعر المسلمين، فكانت ردود الفعل شديدة جدا، وغير متوقعة، تقدمها رد الفعل العراقي، فهو الأقوى على الاطلاق بين مواقف البلدان كافة، ورد الفعل العراقي هذا توزع بالقوة نفسها، بين السلطات التنفيذية والتشريعية، والجماهير والمؤسسات الدينية والاعلام، وجميع الفعاليات، فكانت الرسالة قوية وذات اثر سريع، وصلت إلى حكومة السويد التي بادرت إلى الاعتذار، وإن كان هذا الاعتذار غير كاف، فالمطلوب هو أن يلقى هذا المعتوه عقابه الذي يستحقه أولا، وألا يبقى هذا البلد (السويد) مصدرا للاساءة للمسلمين، كما أن رسالة العراق وصلت إلى انطونيو غوتيريش الامين العام للامم المتحدة، الذي أكد بقوة أنه سيرد على الرسالة وبما يتلاءم وخطورة الحدث، ولهذا كله أعتقد أن ما فعله “موميكا المعتوه” والرد العراقي شديد اللهجة، سيدفع السويد إلى إعادة النظر بقوانينها وسياساتها فهي أحوج إلى الاستقرار مع وجود جالية عربية ومسلمة كبيرة في أراضيها قد تهدد امنها بالاضطراب، فضلا عن الكثير من مصالحها المرتبطة بالدول العربية والإسلامية، وهذه هي اليد التي تؤلم السويد (المصالح الاقتصادية)، لو قرر العرب والمسلمون الإمساك بها.


* ملاحظة: المقالة تعبر عن رأي صاحبها *
 



تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - وكالة انباء النافذة