21 Dec
21Dec

الشهادة‭ ‬تأييد‭ ‬أو‭ ‬إقرار‭ ‬لحاملها‭ ‬أو‭ ‬المتعاملين‭ ‬معها‭ ‬بأن‭ ‬صاحبها‭ ‬يمتلك‭ ‬من‭ ‬معارف‭ ‬ومهارات‭ ‬معينة‭ ‬تشير‭ ‬لها‭ ‬أو‭ ‬تتضمنها‭ ‬تلك‭ ‬الوثيقة‭ ‬التي‭ ‬تصدر‭ ‬عن‭ ‬جهة‭ ‬مخولة‭ ‬بمنحها‭ ‬وموقعة‭ ‬من‭ ‬ممثلها‭ ‬ومختومة‭ ‬بختمها‭.‬
وبحسب‭ ‬تلك‭ ‬الشهادات‭ ‬تتباين‭ ‬المعارف‭ ‬والمهارات،‭ ‬وهي‭ ‬بالتالي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬تعبيراً‭ ‬عن‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬تفسير‭ ‬شيء‭ ‬أو‭ ‬القيام‭ ‬بعمل‭ ‬ما‭ ‬مفيد،‭ ‬وبعكسه‭ ‬يصبح‭ ‬لا‭ ‬فائدة‭ ‬منها‭.‬
ومع‭ ‬تطور‭ ‬حاجات‭ ‬الحياة‭ ‬للمعارف‭ ‬والمهارات‭ ‬وبالتالي‭ ‬تطور‭ ‬القدرات‭ ‬المطلوبة‭ ‬لاشباعها‭ ‬تصبح‭ ‬الشهادات‭ ‬في‭ ‬قيمتها‭ ‬رهينة‭ ‬الاستجابة‭ ‬لذلك‭. ‬بيد‭ ‬أن‭ ‬الأمر‭ ‬في‭ ‬واقع‭ ‬الحياة‭ ‬ليس‭ ‬بتلك‭ ‬الحدية‭ ‬بالتعامل‭ ‬مع‭ ‬حاملي‭ ‬شهادات‭ ‬كانت‭ ‬تعبر‭ ‬وقت‭ ‬منحها‭ ‬عن‭ ‬قيمة‭ ‬إنجازية‭.‬
من‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى‭ ‬يخطىء‭ ‬كثيرون‭ ‬بأن‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬شهادة‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬نهاية‭ ‬المطاف‭ ‬في‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬مؤهل‭ ‬انجازي،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الشهادة‭ ‬لا‭ ‬تشكل‭ ‬سوى‭ ‬الأساس‭ ‬الذي‭ ‬سيقوم‭ ‬عليه‭ ‬بناء‭.‬
هذا‭ ‬البناء‭ ‬تعزز‭ ‬قدراته‭ ‬الممارسة‭ ‬العملية‭ ‬والاستفادة‭ ‬من‭ ‬خبرات‭ ‬الآخرين،‭ ‬من‭ ‬جانب،‭ ‬والاستمرار‭ ‬في‭ ‬تعلم‭ ‬ما‭ ‬يستجد‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الشهادة‭ ‬من‭ ‬معرفة‭ ‬ومهارة‭. ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬الطريق‭ ‬الصحيح‭ ‬لتعزيز‭ ‬قيمة‭ ‬الشهادة،‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬طرق‭ ‬لا‭ ‬تشكل‭ ‬سوى‭ ‬سبيلاً‭ ‬الى‭ ‬لقب‭ ‬وظيفي‭ ‬ومرتبة‭ ‬اجتماعية‭ ‬ودرجة‭ ‬في‭ ‬سلم‭ ‬الرواتب‭ ‬وفق‭ ‬ظروف‭ ‬ومعطيات‭ ‬معينة‭.‬
وفي‭ ‬جميع‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬تنقسم‭ ‬أسواق‭ ‬العمل‭ ‬وتتفاوت‭ ‬حسب‭ ‬أنظمتها‭ ‬السياسية‭ ‬والاقتصادية،‭ ‬وكذلك‭ ‬التزامها‭ ‬بتوظيف‭ ‬حملة‭ ‬الشهادات‭. ‬ففي‭ ‬بلدان‭ ‬الادارة‭ ‬المركزية‭ ‬أو‭ ‬الريعية‭ ‬غالباً‭ ‬ما‭ ‬يجري‭ ‬التوظيف‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬حمل‭ ‬اوراق‭ ‬الشهادات‭ ‬وكذلك‭ ‬تحديد‭ ‬رواتبها‭ ‬ومكافآتها‭ ‬ومواقع‭ ‬عملها،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬يختلف‭ ‬الأمر‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬السوق‭ ‬الحرة،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬في‭ ‬قطاعها‭ ‬الخاص‭ ‬الغالب،‭ ‬مع‭ ‬توظيف‭ ‬حملة‭ ‬الشهادات‭. ‬ففي‭ ‬حين‭ ‬يحدد‭ ‬التوظيف‭ ‬على‭ ‬الشهادة‭ ‬ذاتها‭ ‬في‭ ‬الانظمة‭ ‬الأولى،‭ ‬تؤخذ‭ ‬القدرات‭ ‬والقابليات‭ ‬الانجازية‭ ‬في‭ ‬الانظمة‭ ‬الثانية‭ ‬بالدرجة‭ ‬الأساس‭.‬
ان‭ ‬جنوح‭ ‬أسس‭ ‬ومعايير‭ ‬التوظيف‭ ‬حسب‭ ‬الشهادة‭ ‬الى‭ ‬القدرات‭ ‬الانجازية‭ ‬تطرح‭ ‬تساؤلات‭ ‬صعبة‭ ‬على‭ ‬الساسة‭ ‬والاقتصاديين‭ ‬وعلى‭ ‬حملة‭ ‬الشهادات‭ ‬انفسهم‭ ‬كذلك‭ ‬وعلى‭ ‬مؤسسات‭ ‬منحها‭:‬
ماذا‭ ‬تعني‭ ‬شهادتي‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬أعد‭ ‬من‭ ‬انجاز‭ ‬شيء‭ ‬ذو‭ ‬قيمة‭ ‬ربحية‭ ‬بموجبها؟
كيف‭ ‬تتعامل‭ ‬الادارات‭ ‬السياسية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬مع‭ ‬جيوش‭ ‬حملة‭ ‬الشهادات‭ ‬ذات‭ ‬المعارف‭ ‬والمهارات‭ ‬البائرة؟
ماذا‭ ‬يمكن‭ ‬القيام‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬“تفعيل”‭ ‬المعارف‭ ‬القديمة‭ ‬والمهارات‭ ‬الكسولة؟
هل‭ ‬ان‭ ‬مؤسساتنا‭ ‬التعليمية‭ ‬والتدريبية‭ ‬بامكانات‭ ‬اساتذتها‭ ‬ومدربيها‭ ‬ومناهجها‭ ‬بالقادرة‭ ‬على‭ ‬انتاج‭ ‬مخرجات‭ ‬تلبي‭ ‬متطلبات‭ ‬السوق‭ ‬المتطورة‭ ‬من‭ ‬معارف‭ ‬ومهارات‭ ‬وقدرة‭ ‬على‭ ‬التطور‭ ‬والابداع‭ ‬والابتكار‭ ‬المستمرة؟
واخيراً،‭ ‬ماذا‭ ‬عن‭ ‬حملة‭ ‬الشهادات‭ ‬ممن‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬قادراً‭ ‬على‭ ‬مواكبة‭ ‬مستجدات‭ ‬المعرفة‭ ‬و‭ ‬المهارات‭ ‬المطلوبة؟
انها‭ ‬تساؤلات‭ ‬مرة‭ ‬لأعداد‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬حملة‭ ‬الشهادات‭!‬


الاراء الواردة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي وكالة انباء "النافذة"


تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - وكالة انباء النافذة