دخلنا النصف الثاني من شهر آب/أغسطس ورواتب موظفي اقليم كوردستان لشهر تموز(أو ربما لشهر آخر غير موجود في تقويم الاشهر للسنة) لم تُصرف ولا يوجد أي خبر عن موعد او تاريخ صرفها. ورغم ان الامر طبيعي للموظفين وسكان اقليم كوردستان منذ أكثر من عشر سنوات أي منذ عام 2014 والازمة المالية والاقتصادية التي تدق وتطحن بالناس من دون وجود حلول واقعية حقيقية تضمن وصول الموظف الى حقه واستحـــــــــــــقاقه في راتبه الوظيفي والذي هو ليس هبة او منحة او عطية او تكرم او فضل لأحد فيه. لكن الامر غير الطبيعي هو عدم وصول هذه الرواتب وانتظام توزيعها رغم كل الاعلانات والتفاهمات بين حكومة الاقليم التي اوفت بتعهداتها والتزاماتها، بل واكثر مما نص عليه الدستور والقوانين النافذة، حيث تم فيها ايقاف تصدير نفط الاقليم، وتم اجراء جولات المباحثات والتفاهمات والتدقيقات على موظفي الاقليم، الذين وقعوا وحضروا اكثر من طريقة وتم اخذ بصمات اصابعهم وعيونهم واسماء آبائهم وامهاتهم الرباعية والخماسية وكل معلومة شاردة وغير وارده في أي سؤال او تحقيق او تدقيق. بطاقات الدفع كما تم تسجيلهم وتدقيقهم في اكثر من بنك من البنوك الموجودة في العراق والاقليم معا وحصول الكثير منهم على البطاقات (الكارتات)، التي مازالت نائمة ولا تسري في اجزائها حركة الراتب والنقود بل هي مجرد ديكور ومعاناة وازمة جديدة للموظف المغلوب وهو يفحصها ويحاول الحصول على راتبه من المكائن وآلات الصراف الآلي. قوائم رواتب موظفي الاقليم التي فحصتها ودققتها كما يقال ويعلن عشرات اللجان في وزارة المالية وديوان الرقابة المالية العراقي ولجان النزاهة وغيرها، والتي من المفروض ان تكون هناك نسخة اساسية يتم كل شهر الصرف على اساسها في موعد وتاريخ محدد، على ان يتم التدقيق على الاسماء والاوضاع الجديدة التي تطرأ على حال الموظفين من علاوة وترفيع وتقاعد ، رغم ان التعيينات متوقفة ولا يوجد أي موظف جديد في الاقليم. ان نفقات ومصاريف الحياة الضرورية مثل ايجارات المساكن والشقق ومصاريف كهرباء المولدة والموبيل والانترنت واقساط المدارس والمــــــعاهد والكليات وحاجات الانسان اليومية من الطعام والمستلزمات الضرورية للعائلة الصحية والالتزامات والديون والرسوم والغرامات الملزم بدفعها المواطن لدوائر ومؤسسات الدولة و.,وغيرها من المصاريف كلها يجب دفعها، وهي لاتنتظر اويستطيع احد ان يوقف دفعها بحجة تأخر الراتب او عدم استلام الموظف لراتبه ، فالمطلوب والمفروض عليك ان تدفع وتصرف وتُسدد وتسلم وتنقق.. ولا احد ينتظرك حتى تســـــــتلم راتبك ايها الموظف المسكين!.
الاراء الواردة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي وكالة انباء "النافذة"