04 Apr
04Apr

مدن عديدة دخلت التاريخ وتبقى في ذاكرته حية تقرأها الاجيال لان اسماءها اقترنت بمعارك جرت على اراضيها او حوصرت في الحروب كمدينة لينينغراد وستالينغراد في الحرب العالمية الثانية فهي الى الان في ذاكرة التاريخ وستبقى ليس ذكرى فقط بل عبرة ودرسا يستفاد منه ..
وفي الحرب الفلسطينية الاسرائيلية يمكن ان نضيف غزة الى هذه النوع من المدن التاريخية بعد ان دارت على ارضها على مدى اشهر طويلة حرب بمختلف انواع الاسلحة وتعرضت الى حصار ظالم بكل انواعه ومجاعة قاسية ..
لقد دخلت هذه المدينة المناضلة (غزة) منذ السابع من اكتوبر الماضي تاريخ المدن المحاربة التي دارت على اراضيها او في محيطها (المستوطنات) معارك غيرت مسرى الحرب على مدى تاريخ الصراع بين الطرفين .. وتبقى خالدة في التاريخ بعد ان تعرضت الى الخراب وقدمت الضحايا البشرية وتعد شاهدة على معركة متفردة انهزم فيها الغزاة المحتلون وغيرت مجرى المعارك الى الوجهة التي لا يريدها الصهاينة ومن تحالف معهم وفي المقدمة امريكا والغرب .
وغزة في هذه المعركة بالذات كانت متميزة عن كل معارك فلسطين والعرب مع (اسرائيل) وربما عن معارك اخرى في التاريخ ..
مدينة تحارب الموت بالرصاص والجوع لوحدها .. بينما كانت المدن الاخرى ضمن محور او بين طرفين كما هي الحرب العالمية الثانية مثلا.
غزة مدينة مقاتلة بكل ابنائها بما في ذلك الجنين في بطن امه والرضيع والشيخ الكبير.. كل انسان له بصمة واضحة في هذه الحرب .
غزة اسقطت القناع عن الجندي الاسرائيلي الذي لا يقهر .. ذلك ما قالته صحيفة هارتس الاسرائيلية في افتتاحية لها بعنوان (الفلسطينيون افضل شعوب الارض في الدفاع عن اوطانهم ).. في غزة الفلسطيني يبعث من جديد وسياتي مرة راكبا فرسه متجها نحو تل ابيب على حد قولها ..
وترى الصحيفة ان جيوش دول بكاملها لا تجرؤ على ما فعلته المقاومة الفلسطينية في ايام معدودات ..
وكاد لغزة ان تقطف النصر في السابع من اكتوبر الماضي وتنتهي الحرب سريعا بعد ضربة المقاومة الماحقة (لاسرائيل) في عقر دارها لولا تدخل امريكا وحلفائها وتدخلها المعهود بكل قوتها ومالها واعلامها وسلاحها بما في ذلك تحريك قواتها واساطيلها وبوارجها وسفنها النووية بهذه السرعة والكثرة وتقديم الدعم المالي والخبرة العسكرية من خلال مشاركة خبراء مع الجيش الاسرائيلي وحضور الرئيس الامريكي نفسه الى (تل ابيب) ليكون معها في هذه الحرب واجتماعه بمجلس الحرب الاسرائيلي ، ليكون بذلك ليس داعما فقط بل شريكا في الابادة الجماعية لسكان غزة ..
وامريكا في هذه المعركة كما هي في المعارك السابقة شاركت (اسرائيل) في تحمل المسؤولية عما لحق بهذه المدينة من قتل ودماروتشريد بصورة تختلف عن معارك المدن التي سبقت غزة ..
ازاء هذه الجرائم (الاسرائيلية) كان على امريكا اذا كانت تحترم حق الانسان في الحياة خاصة وانها (ترفع شعار الانسانية) ان تقوم باعمال كثيرة بعد موقفها المخزي في غزة .. كان عليها ان تضغط على (اسرائيل) لايقاف الحرب او ان يكون موقفها غير موقفها الذي اعتادت عليه في مجلس الامن وايصال المساعدات الانسانية وفتح المعابر بدل استخدام الطائرات لالقاء المساعدات التي لا تسد الحاجة الفعلية … كان بامكان امريكا ان تفعل الكثير لكنها تؤجل ذلك لغاية في (نفس بايدن) لتدمير غزة وكسر شوكة المقاومة لدى الشعب الفلسطيني وقتل اكثر ما يمكن منه وتجويع انسانه وسط صمت مريب من اطراف كثيرة بما فيها عربية واسلامية .
الا تستحق غزة بهذا الموقف البطولي ان يدخل اسمها في المدن التاريخية .. المحاربة التي لها بصمة في التاريخ ستبقى ما دامت الارض تدور والتاريخ شاهد على ما يجري عليها ..؟؟
كلام مفيد :
إذا أردت أن تكون في الامام فكن في الأمام ..


الاراء الواردة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي وكالة انباء "النافذة"


تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - وكالة انباء النافذة