(نحو الشفاء بالكلمات، والعلاج بالشعور والتفكير الإيجابيين) الألم معلم. الأمل مدرسة. تهذيب النفس طريق الوصول إلى مرتبة النفس المطمئنة، حيث تصبح أنت والجمال العميق للكون واحداً، تمرّ بك أوقات تشعر باتحاد الكون الخارجي مع كونك الداخلي في لحظة مفصولة عن الزمان والمكان، كأنك تتحرر من جسدك، لتكون ضوءًا في الأعالي النقية. ليس الوصول سهلاً، بل يتطلب مِراناً روحياً كثيراً طويلاً على الحب غير المشروط ونبذ الصغائر والتعالي على الألم واعتياد مذاق التجارب المُر حتى تستطيع إعداد طبق شفائك من حلاوة ذاتك. وفي لحظة يعثر عقلك وقلبك على الباب السري إلى خلاص روحك، ما عليك سوى أن تضع يدك على المقبض، وتعبر وتحلّق.أطلق حمامة روحك الى الضوء اللانهائي، فهناك ملاذك وسكون أوجاعك. هناك في تلك الآفاق النورانية الكونية التي لا يراها سواك. السلام الروحي غاية ووسيلة. تصل إليه بعد رحلة طويلة من المحن والأحزان التي تقف أمامها صلباً شامخاً، وأنت تدرب ذاتك على مزيد من التهذيب الفكري والشعوري، بدءًا من الترفع على الصغائر وتجنب التفاهات والسخافات وصولاً الى الزهد في ما يغري آخرين. إشراقة شمس السلام الروحي في أعماقك تؤكد أن كل محنة تمر بها يمكن أن تكون منحة، أنت من يقرر الفوز بالمنحة او خسارتها. الأمر رهن إرادتك وصفائك ومحبتك ونبل دمعك الذي يتحول إلى قطرات عذبة تندي ورد روحك ومن ثم تسقي حدائق الحياة. كيف تصل إلى الضوء أو النور وسط عتمة حياتك، إن لم تبحث عنه في داخلك أولاً؟أعماق الإنسان شموس وأقمار وقناديل، يمكنه استخراجها وإضاءة أو إنارة العالم بها، إن هذب ذاته وشذبها من صغائر الأمور، وقبائح الأفعال والأقوال. تحابوا.. تسامحوا.. تعايشوا.. ترفقوا.. تراحموا.. مهما اختلفتم تقاربوا.. أنيروا العالم بقناديل قلوبكم، فالعمر لحظة محبة تمضي وتمضون، ويبقى أثركم الطيب يوقد قنديل الذكريات.
الاراء الواردة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي وكالة انباء "النافذة"