مشروع الجندر او ما يسمى بالنوع الاجتماعي, والذي تقاتل على تنفيذه على ارض الواقع, الوجه المتخفي للغرب بين حواضرنا, ونعني منظمات الافساد “منظمات المجتمع المدني” في الدول الاسلامية والنامية.
نقرأ عن الجندر كثيراً ونتابع التقارير المروجة له, من قبل اغلب دراسات المؤيدين له, من الجانب المعادي او المدعين للحداثة, او من الذي يجهل مشروع النوع الاجتماعي, او من المتهاون مع دينه والمتسامح مع الفساد, وكذلك يشاهد المهتمين كوارث هذا المشروع وضحاياه من الشباب, مع ان الطرف المؤيد له, يحاول التغطية على تلك الجرائم بحق شرائح المجتمعات, وخاصة الفتية منها, ويزوقونها بزهور وعطور حاجة المجتمع لهكذا نوع بشري.
الاغلفة التي يصدرها عالم الاستكبار ويجهد نفسه لزرعها فينا, تحت هكذا عناوين براقة, لم يبحث الكثير في سبب اصرار الغرب عليها, وانشغلنا نحن واعلامنا في الرفض فقط للمشروع, مع بيان بعض الاسباب وهي لا شك من مسلمات اسلامنا وديننا, فالدول الكافرة لا تصدر الخير للإسلام مطلقاً, بل تبحث في تحطيمه, ومن اهم الاسباب هي تدمير لبنة المجتمع الاسلامي, الا وهي الاسرة, التي تماسكها يعني تماسك العقيدة والاصرار على ثوابت الدين.
ان مشروع الجندر او النوع الاجتماعي, لم يكن وليد الصدفة, بل مر بدورة حياة قذرة, حتى وصل الى هذا الحال النتن, الذي تزكم منه النفوس, حيث بات اسمه لا يطاق, وددنا ان نسلط في هذا المجال المنفعة المادية التي يود الغرب ان يجنيها من هذا المشروع, فنحن المسلمين نعتقد ان عدونا دينه المال, لذلك نسأل حول ربحه من زراعة ثقافة الجندر, في عالم غير عالمه, وقد اسرف عقود من الجهد المالي والبشري, والتجارب الاخلاقية الفاشلة في مجتمعه, حتى وصل لساعة ذروة اعلان الهدف.
المردود المادي لهكذا مشروع افسادي كبير, وخاصة بعد الانحطاطات الاخلاقية التي باتت تعانيه المجتمعات, والتي تتبع القشور في كل شيء, فهو يعود على شركات ومعامل الملابس بدخل اضافي وموديل لباس جديد, حيث ان النوع الثالث “الجندر” تم تحديد ازياء واكسسوارات واحذية خاصة به, فضلا عن الدخل لشركات الاعلانات والافلام الاباحية, ناهيك عن المطابع والملصقات التي ستصدر قصص وبحوث في هذه الغاية, وموجات اعلامية تصدر للشباب القشري, الذي هو غارق في مخدرات الالعاب والافلام الالكترونية, وكأنه فتح حضاري للبشرية.
اضافة على ما تقدم في اختصار العائدات المالية, على دول الكفر, هناك ما هو اكثر ربحاً وخطرا على البشرية, الا وهو عالم الطب والدوائيات, بما ان الجندر يحتاج لتغيير الجنس من ذكر الى انثى او العكس, وبما ان الشركات العالمية حكرا في ايديهم, فلا شك ستفرض على الدول الموافقة على هذا المشروع, مجموعة ادوية وجرع من التطعيم واللقاحات, لتثبيط او تطوير الهرمون الجنسي, تبدء منذ مراحل الطفولة, وتنتهي مع نهاية مرحلة الشباب واختفاء الجنس, وتغير الصوت, بالإضافة للتداخلات الجراحية لتغيير والغاء اعضاء الانسان.
ان هذا الحدث يحتم على كل مؤمن ان يرتدي لامة جهاد التبيين, ويشهر سلاح الكلمة, في شهر قال فيه سيد الشهداء عليه السلام: (إني لم أخرج أشراً ولا بطراً، ولا مفسداً ولا ظالماً، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي)
* ملاحظة: المقالة تعبر عن رأي صاحبها *