10 Feb
10Feb

فم مفتوح .. فم مغلق
(معجون طماطة) بقيمة 201 مليون دولار – زيد الحلي
آمل ان لا تندهشوا ، مثلما دُهشت انا ، حين قرأت معلومة ، نشرها الخبير الاقتصادي المهندس منار العبيدي في كروب مختص بالاقتصاد ، أشارك فيه تقول : ان العراق استورد ( معجون طماطة ) من الصين وحدها بقيمة 201 مليون دولار في العام 2023 .. وعزز مصداقية معلومته بأنها من مصدر الكمارك الصينية ، بمعنى ان البضاعة مصدرة فعلا للعراق !
رقم كبير .. يعقبه سؤال اكبر : ترى ماذا يعوز العراق ، حتى يستورد بهذا الرقم المالي الكبير بعملة الدولار ، وهو البلد الذي يضم معامل كثيرة لإنتاج (معجون الطماطة) بعضها مستمر بإنتاج متقطع ، لعدم الرعاية الحكومية وهي موزعة في بغداد والمثنى والبصرة ودهوك ، واكبرها في واسط متوقف عن الانتاج ، لتفضيل الجهات الحكومية المسوقة لهذه المادة الحيوية للعائلة العراقية ، للمنتوج الاجنبي! والى جانب الموجود من تلك المعامل ، نلاحظ بأسف شديد في الطرقات والساحات وقوف مئات من المزارعين ، بمنظر لا يحسدون عليه ، عارضين آلاف الصناديق المملوءة ب (الطماطة) أو اللؤلؤ الأحمر كما يسميه علماء الاقتصاد الزراعي ، ينادون عليها بأصوات مبحوحة (الصندوق بألفي دينار) والصندوق يزن 20 كيلوغراماً، أي أنَّ الكيلو بمئة دينار!
وبعيد عن نظرية المؤامرة ، اسأل : ألم يكن بالإمكان أنْ تشتري وزارة الزراعة الفائض من محصول (الطماطة) بأسعار تشجيعيَّة من الفلاحين، وتدفع بها الى المعامل المختصة بإنتاج المعجون ، وتقوم بتسويقه بالتنسيق مع وزارة التجارة الى الاسواق، ولمن يسأل عن الجدوى الاقتصادية لمعجون الطماطة، اقول ان العراق استورد في العام المنصرم وحده بـ 201 مليون دولار كما اسلفنا من الصين ، وربما من بقية البلدان بأرقام اخرى ، علما أنَّ صناعة المعجون لم تصل بعد الى علوم الفضاء، بل هي بسيطة لا تتعدى معاصر، من (السل ستيل) وملحاً وقليلاً من المواد الحافظة ، وكلنا يعرف ان ملايين العوائل العراقية كانت تقوم بإنتاج المعجون يدويا ، تحت شمسنا الحارقة !
لقد أدى الفلاح و الصناعي العراقي امانتهما، برغم عدم وجود دعم من (الدولة) لهما ، وشمّرا عن ساعديهما، واتجها الى العمل من اجل رزقهما الحلال، لكنهما لم يجنيا شيئاً.. مع الأسف..واقول هامساً : ألم تشبع البطون.. فملايين الدولارات التي تذهب الى خارج الحدود شعبنا أحق بها.!


الاراء الواردة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي وكالة انباء "النافذة"


تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - وكالة انباء النافذة