حدثت معركة بدر المباركة في السابع عشر من رمضان للسنة الثانية للهجره ، حيث خرج الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم بثلاثمائه وثلاثة عشر مقاتلاً نحو قليب بدر ، بينما أعدَّ كفار قريش العده والعديد لهذه المنازله. ان معركة بدر انما هي مواجهة حاسمة وفارقه بين عقيدة الايمان والشرك وعبادة الاصنام والاوثان … بل أنها منازلة تحمل مقاليد الفتح.. و معراج النصر المبين . وعند شروع تباشير المنازلة بان وأتضح الارتباك والخوف في صفوف مشركي قريش من سيف رسول الله صلى الله عليه وآاله وسلم وسيف ذي الفقار وسيوف بقية المسلمين، والملائكة التي نزلت ساهمت في شد أزر المسلمين ورفع معنوياتهم وحسم نتيجة المنازلة برفع لواء وراية الاسلام واندحار أئمة الكفر والنفاق . اذ لابد من حدوث هذه المعركة المباركة لما تحمله من خصوصية معنوية وعقائدية تنبلج منها كينونة الايمان والتوحيد والرفض القاطع لمهادنة رجالات قريش الذين تجذرت لديهم قوة الاصرار على الشرك وعبادة الاصنام ومقارعة المسلمين في مكه والاعتداء على ممتلكاتهم وذراريهم واستخدام القمع والعنف لكل من آمن بدعوة النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم. واذا أخذنا المعركة من معيار ميداني يتضمن المقارنة بين عديد وعدة مشركي قريش والمسلمين الذين وصلوا ابار القليب فأننا ندرك بأن هنالك فرقا شاسعا بين الطرفين مما يحثنا الى التمحيص والتدقيق في خصوصية هذه المعركة ودلالاتها ، وهنا تكمن ارادة الله عز وجل بأن تكون هذه المعركة بوابة للفتح والنصر المبين وقد انزل اللة تعالى ملائكته في زيادة عدد المسلمين في عيون المشركين وكذلك قلل عدد المشركين في عيون المسلمين…مما بث الروّع والخوف في نفوس الاعداء كما تبلورت العقيدة الناجعة بصيرورة الايمان قد أعطت المعركة أعلى درجات الصمود والتحدي بحتمية النصر لما كشفت عن شجاعة المسلمين وبراعتهم في خوض المنازلة ببسالة وايمان. وهنا كان دور الامام علي عليه السلام في المعركة حاسماً، لان بطولته السامية كانت ركناً اساسياً في انتصار المسلمين. حيث لاحظنا كيف تنحني رقاب صناديد قريش بحد سيف ذي الفقار ، مما اضافة هذه الشجاعه ترجيحاً للقدرة القتاليه لمواجهة عتيد وعدة جيش كفار قريش . ذلك لان تلك الصولات المكثفه زرعت الرعب والخوف في نفوس المشركين وبذا تغيرت معادلة التفوق العسكري للمشركين من ناحية أنهم قد نزلوا للمعركة بثلاثة اضاعف العدد وكذلك فان جيشهم كان مجهزاً بكافة مستلزمات خوضها حيث اخذت المعركة طابعاً تكشفت خلاله معطيات المنازلة فهتزت نفوس كفار قريش وأرتجفت فرائسهم لما أيقنوا وشاهدوا شجاعة الامام علي عليه السلام وكيف جندل صناديد قريش الواحد تلو الأخر اضافة لنزول افواج الملائكه مما جعل كفار قريش يفرون من ساحة المعركة مذعورين . المسلمون الافذاذ وقد استوعبت منازلة بدر المباركة الطاقات البطولية لنخبة المسلمين الافذاذ بقيادة نبي الرحمة صلى الله عليه وآله وسلم في اول منازلة تخوضها ضد المشركين والكفار. فقد انقبضت قلوب المشركين من هول صدمة المعركة وزلزالها المرعب.. .. وتحولت اتجاهات واحلام المشركين من هجوم مقرر ضد المسلمين الى هزيمة وذعر …وقد تفسخت معاقل الشرك والوثنية لما أبصروا فرض العين شكيمة المسلمين وعقيدتهم الرصينة. وجاءت البطولة والشجاعة وقوة الايمان للمسلمين اضافة الى الوعد الالهي بحتمية الانتصار بيوم بدر بما تحشدت من دلالات وبراهين بأن يكون لزاما ان تطهر الارض من براثم الشرك والنفاق واعلاء راية الاسلام والتوحيد وان تكون هذه المنازلة بمثابة بوابة الفتح وقد تناولها القرآن الكريم في اكثر من آية كريمه كما قال تعالى ((. سأُلقي في قُلُوبِ الذينَ كَفَرُوا الرُّعبَ فاضرِبُوا فَوقَ الأعناقِ…) حيث رسمت معركة بدر الكبرى تأكيدا وعزيمة راسخه لنشر دعوة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتثبيت اركان الاسلام وتطهير الارض من دنس الاوثان والشرك . كما ان الله سبحانه وتعالى اراد للدين ان ينتصر ولو كره المشركون بما لمسنا من أحقية لحدوث هذه المعركة الفاصلة. بل ان معركة بدر الكبرى كانت حرباً حتمية ضد المشركين و لابد لها ان تقع. ذلك لانها كانت حالة لرفع الظلم الذي وقع على عاتق المسلمين من استبداد وعنجهية أئمة الكفر في قريش، وكانت عقوبة على جرائمهم التي يندى لها جبين الانسانية وتعنتهم بعبادة الاوثان، وكانت تعويضاً للمسلمين بما خسروه في مكة من دورهم واموالهم و نسائهم. ولا شك ان انتصار المسلمين في معركة بدر الكبرى هي بوابة الفتح وراية النصر المبين لدالة التوحيد على الارض، وترسيخ للعدل الالهي في الوجود. ولو استعرضنا علل واسباب الحروب التي وقعت .. بشكل سريع وكيف بدأت وبماذا أنتهت، لم نحصل على سلوك واشارات ودلالات انسانية للمتنازعين قاطبة في تلك الحروب ، مثلما تتجلى اخلاقيات المسلمين في كل منازلاتهم ومعارك الفتح التي قد خاضها هؤلاء المسلمين ، فالسماحة في شخصية المجاهد المسلم المؤمن تتبلور عندما يتصرف ذلك المجاهد بوحي عقيدته، في وطيس وأتون المعارك… بمعنى ان السلاح اذا كان مرفوعاً على اساس الحق، فانه يكون سلاحاً عادلاً لا يظلم ولا يجحف ولا ينتهك حرمات الناس. وقد كان الامام علي عليه السلام قمة في ذلك وله في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنه. فقد كان لا يتعقب المدبر، ولا يجهز على جريح ، ولا يقاتل الا طغاة وأئمة الكفر والشرك…..والنفاق… ومعركة بدر تزخر.. بالبطولة والعقيدة الراسخه لما حاز بها صاحب سيف ذي الفقار بخف وقطع رؤوس أئمة الشرك والنفاق حيث كان له الحصة الاكبر ممن قُتل في معركة بدر من كفار قريش مما ارعب فلول المشركين وما لقوا من هول عظيم أرتجفت بها فرائسهم وعلّا صراخهم الذي لم يخمد صداه وتوالت حناجر الفارين من المشركين بصيحاتهم المقّره بالهزيمة ومرارة الخساره في ساحة معركة بدر.
الاراء الواردة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي وكالة انباء "النافذة"