يتفاجأ المرء , وبالأحرى عموم الرأي العام في كلّ القارّات , عن وجود نقاطِ التقاء روسية – امريكية , بجانب التقاطعات القائمة بينَ هاتين الدولتين العظميتين , ومن دون ان يشعر السيد فلوديمير زيلينسكي , فأنه امسى عاملاً مساعداً وربما حيويّاً لكلتا التقاطعات ونقاط الألتقاء معاً , ثمّ حتى لو كان على درايةٍ افتراضيةٍ بذلك , فإنه مرغمٌ تلقائياً أن لايقدّم ولا يؤخّر .! , ولعلّه فقط ليزيد الطين بلّة .!
بلغ الأستياء الأمريكي اعلى درجاته جرّاء العمليات التي تقوم بها اوكرانيا بشكلٍ منفرد ضد اهدافٍ روسية , وتجسّد هذا الإنزعاج الأمريكي بشكلٍ خاص من الهجوم الأوكراني على ناقلة النفط الروسية في مضيق ” كيرتش” وكذلك هجمات الدرونز الأوكرانية على ميناء ” نوفوروسيسك ” النفطي الروسي , حيث المفارقة أنّ الأمريكان يخشون ان يؤدي ذلك الى زيادة اسعار النفط .! وهو ما يريد الرئيس بايدن تجنّبه قبل الأنتخابات الرئاسية الأمريكية .!
حالياً , تبذل الولايات المتحدة جهوداً ملحوظة
لإبقاء النفط الروسي في السوق بغية وقف ارتفاع الأسعار وعدم الإضرار بالإقتصاد العالمي , وترى واشنطن انّ اي تهديد للبنية التحتية النفطية سيكون مؤلما بعد الذعر الي شهدته امريكا العام الماضي , حينما حطمت اسعار الوقود جميع الأرقام القياسية وخفضت شعبية بايدن في الفترة التي تسبق الأنتخابات .
صحيفة ” الفايننشال تايمز ” بدورها ذكرت انْ من الصعب عدم ملاحظة التهديد الخفي الذي تتعرض له اوكرانيا .. وتتوقع واشنطن صعوبة الحفاظ على الدعم الغربي لأوكرانيا اذا تفاقمت ازمة الطاقة في العالم نتيجة تصرفات ” كييف ”
اكّد هذه المعلومات تقرير ” روسيا اليوم ” ايضا .
من جانبٍ متّصلٍ – منفصل , كشف الجنرال الأوكراني السابق ” سيرغي كريفونوس ” انّ عدم قدرة زيلينسكي على ادارة البلاد بشكلٍ صحيح ادّت الى خسائر فادحة في صفوف الجيش , وانّ اعداد القتلى يصل الى عشرات الآلاف , ولا اتحدث عن الملايين الذين غادروا البلاد , وعشرات آلافٍ مصابين بجروح خطيرة , بينما مازالوا منخرطين في رصف الأسفلت واقتناء البراميل ” على حد قوله “
اضاف الجنرال ايضاً : < انّ وزير الدفاع الأوكراني لايفهم دائما الوضع الذي يتطور في الجبهة , وانّ تعيينه يُظهر ويثبت خطأ السلطات .! ففي بعض الأحيان يحكم البلاد مهرجون , ثم يرأس وزارة الدفاع محامٍ > …
بجانب ذلك , فلابدّ من أخذٍ بنظر الإعتبار للمتغيرات والتطورات القائمة في النيجر , ودخول الولايات المتحدة على الخط , والذي يبدو انها ستحول دون شنّ الحرب من بعض الدول المجاورة للنيجر , وما تعرّضت له فرنسا من احباط .! وانعكاسات محتملة لذلك في الحرب الأوكرانية – الروسية , حتى في المدى غير القريب .!
* ملاحظة: المقالة تعبر عن رأي صاحبها *