04 Mar
04Mar

ياليتنا كنا معكم ! كثيرون جدا يرددون هذه الكلمات خاصة في عاشوراء، ولكن من يستطيع قول الحقيقة وكلمة الحق في وقت يشتد به الظلم وتسلط القوة سيفها البتار والظالم يمتلك المال والقوة والسلطة وهناك من يسخر كل طاقته في سبيل الوقوف مع الظالم ويعد موقفه حلالا زلالا؟
ربما هذه المقدمة خارج النص وربما في جوهره  مثلما يقول الروائي الياباني يوكو ميشيما في روايته الراقية ( كوكورو ) والتي تعني باليابانية( جوهر الاشياء ) كان يتوجب علينا ان نترك البيت الذي تعود ملكيته لامانة بغداد بسبب احالتي على التقاعد، اصدقاء ومعارف قالوا ، حاول ان تبقى في البيت خاصة وانت لم تستلم قطعة الارض المخصصة لموظفي امانة بغداد يوم حاول احد الموظفين( ابتزازك ) وهو يماطل معك ورفض ان يسلمك الكتاب المخصص به قطعة الارض الى الدائرة المعنية وانت رفضت التعامل معه ، ولديك اصدقاء كثر في الحكومة، حتى ان نائبا في البرلمان كان على استعداد للذهاب معك الى السيد امين بغداد ويحصل منه على الموافقة وتبقى في البيت لحين ان تستلم قطعة الارض !بصراحة شديدة رفضت كل شيء وكان لدي اصرار بترك البيت ولم اقتنع بموضوع( الواسطة ) كان لدي شعور واحساس بأن موضوع انتقالي الى مسكن اخر سيكون افضل بمشيئة الله سبحانه وتعالى، اقتنعت اكثر عندما سألت الشيخ عبد اللطيف امام جامع التميمي في الكرادة وهو يفتح كتاب الله العزيز ويقول، ان انتقالك الى مكان اخر سيكون افضل لك بأذن الله تعالى، قبل انتقالنا الى الشقة الجديدة كان من حسن حظي ان التقي بالاخ علي حسين المسؤول عن جمع الايجارات وهذا الرجل كنت ابحث عنه منذ مدة طويلة جدا ، ليس  بسبب كوني اعرفه مسبقا لاننا لم نتلق مع بعض ولم اكن اعرفه ولكن كل انسان يبحث عن هذا النموذج الانساني النبيل ولم يجده ، بسبب رفض الاغلبية قول كلمة الحق والابتعاد عنها قدر الامكان ، وياليتنا كنا معكم!عندما التقيت وتعاملت مع الاخ علي حسين نزلت في رأسي كل مسرحيات الكاتب الانكليزي الشهر وليم شكسبير وتذكرت على الفور هاملت وعطيل والملك لير ومكبث وكل الحقائق الدائمة والموجودة معا و التي كان يركز عليها شكسبير وبقت خالدة مثل الشمس والقمر  والحقيقة والشجر والمطر  والهواء والمواقف الاخرى  وكل ماهو جميل وقبيح معا ، واهم ماكان يدور في خاطري تلك الجملة التي قالها هاملت ( اكون او لا اكون ) في المسرحية التي تحمل ذات الاسم، المفرح في الامر ان الاخ علي حسين يعمل مخرجا في القناة العراقية واظنه وهنا الظن لم يكن اثما ، انه قرأ اغلب مسرحيات وليم شكسبير ويحاول من خلال تربيته الصحيحة ونبل معدنه واصله ان يجسد قول هاملت اكون او لا اكون الى حقيقة ، هذا الانسان اذهلني بدماثة خلقه وتعامله الانساني الفريد وفوق كل ذلك هو يعتذر منك  وربما يريد ان يخرج قطعة من قلبه ليقول لك ، انظر هذه حقيقة كلامي النابع من اعماق قلبي،الدنيا مازالت بخير ، نعم هي كذلك بوجود علي حسين وكل من يزرع زهرة  وابتسامة وكلمة طيبة ويسجل موقفا مشرفا شجاعا مع الاخرين .


الاراء الواردة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي وكالة انباء "النافذة"


تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - وكالة انباء النافذة