انجز منتخبنا الاولمبي لكرة القدم مهمة الوصول الى نهائيات دورة الالعاب الاولمبية التي ستقام في وقت لاحق من صيف هذا العام في العاصمة الفرنسية باريس ..الطريق كان وعراً ، ولكن الاهم تحقق وهو التأهل السادس بأداء مقبول ونتائج رائعة .. محللو المباريات في القنوات الفضائية انقسموا الى فريقين ، الاول كان منصفاً وموضوعياً في حكمه على اداء المنتخب الاولمبي ، ووصف مردوده اللافت للنظر بالانجاز ، وكان الامر كذلك بالفعل .. والفريق الثاني حاول ان يُفرغ الانجاز من محتواه ، ووصف المنتخب الاولمبي بالمحظوظ لانه لم يلتق في طريقه الى الفوز بالبطاقة الاولمبية الثالثة المخصصة لاسيا في باريس 2024، منتخبات كوريا الجنوبية واستراليا واوزبكستان ، متناسياً ان المنتخب الاولمبي لعب امام السعودية وفيتنام واليابان ، ثم اندونسيا قاهرة كوريا الجنوبية واستراليا والاردن .. مقارنة المنتخب الاولمبي الحالي بمنتخبي 2004 و2016 ، فيها ظلم كبير من جهة نوعية اللاعبين ، اذ ان منتخب 2004 ، كان نتاج خمسة سنوات من المشاركات القارية والدولية ، فاز فيها بكاس بطولة شباب اسيا 2000 في ايران ، وشارك في بطولة كاس العالم للشباب 2001 في كندا ، والفريق كان مدربه الكابتن عدنان حمد طوال هذه السنوات ، وللعلم منتخب 2004 عانى وبشدة قبل ان يتاهل الى اثينا ، و تغلب في النهائيات على كل مشاكله وفاز بالمركز الرابع اثر خسارته امام منتخب ايطاليا الاولمبي بقيادة ديل بييرو ، بهدف واحد ، وفاز في دور المجموعات على منتخب البرتغال بقيادة كريستيانو رونالدو (4-2).. والمنتخب الاولمبي الذي لعب في نهائيات دورة ريو دي جونيرو عام 2016 ، بقيادة الكابتن عبدالغني شهد ، كان ثمرة منتخب الشباب الذي نال المركز الرابع في بطولة كاس شباب العالم التي جرت في تركيا عام 2013 ، والمنتخب الذي فاز ببطولة كاس اسيا تحت 23سنة ، وكان المتمرس حكيم شاكر مدرباً للمنتخب في البطولتين . انجاز المدرب راضي شنيشل في قيادة المنتخب الاولمبي الى نهائيات دورة الالعاب الاولمبية يكمن في الاعتماد على لاعبين خبرتهم الدولية قليلة ، وفضلا عن ذلك فان مباريات التصفيات الاولمبية الحاسمة التي جرت مؤخرا ، كانت خارج ايام (فيفا) وهذا عبء اضافي تحمله المدرب راضي شنيشل على مضض ، وخسر أيضاً جهود عدد من اللاعبين المميزين كانوا سيغيرون الشكل الفني للفريق في حال انضمامهم الى المنتخب وهم علي الحمادي واقبال زيدان ومنتظر الماجد .. وعانى المدرب راضي شنيشل من اصابات عدد اخر من اللاعبين الذين تم اختيارهم للتشكيلة التي لعبت في التصفيات الاولمبية الحاسمة . وحاول المدرب راضي شنيشل تأهيل اللاعبين المحليين الذين اختارهم لتشكيلة الاولمبي قبل عام من الان ، ب(فرضهم) على الخط الاول في فرق انديتهم في المباريات الرسمية في الدوري المحلي في موسم 2022-2023 ، في اطار فكرة الزام الاندية بزج خمسة لاعبين تحت (23سنة) في قائمة الفريق ، لكن الاندية لم تتفاعل مع هذا الفكرة ، رغم مساندة الاتحاد العراقي لكرة القدم لها .. هذه المعطيات تعني ان بطاقة المشاركة في نهائيات اولمبياد 2024 ، كانت مختلفة تماماً عن بطاقات المشاركات الخمس السابقة لكرة العراق في نهائيات دورة الالعاب الاولمبية ، وان وصف هذا النجاح بالانجاز هو صحيح بنسبة مطلقة.تعزيز صفوف المنتخب الاولمبي في نهائيات اولمبياد باريس امر لا بد منه ، والمدرب راضي شنيشل ، اتخذ هذا القرار بالفعل ، وتصريحه لوسائل الاعلام عقب الفوز على اندونسيا ، يؤكد ذلك ، بقوله انه أرسل اسماء (70) لاعباً الى الاتحاد لاعتمادهم لدى اللجنة المنظمة للاولمبياد الذي سينطلق بعد شهرين من الان، والعراق في مجموعة غير سهلة تضم الارجنتين والمغرب واوكرانيا.
الاراء الواردة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي وكالة انباء "النافذة"