-1-
جاء في التاريخ :
انّ النبي (ص) لبّى دعوة رجل فقير من أصحابه ، ولم يستطيع ذلك الفقير المؤمن تقديم شيء الاّ الخبرُ والخَل .
وأراد الرسول (ص) – وهو صاحب الخلق الكريم – أنْ يُطيّب قلبه
فقال :
( نعم الأدامُ الخَل )
-2-
ثم ان رجلاً غنيا دعاه في يوم آخر فلم يُقدّم الاّ الخبز والخلّ ، وربما كان السبب في ذلك ثناء النبي (ص) على الخل ، الذي قدّمه له الفقير ، فقال (ص) :
بِئَسَ الأدام الخل «
وهنا يثور التساؤل :
الم يقل (ص) :
« نعم الأدام الخل «
فكيف يقول (ص) :
( بئسَ الأدام الخل ) ؟
والجواب :
ان مناسبات الحكم والموضوع قد اختلفت في الموردَيْن، ففي بيت الفقير حيث لا يقوى على تقديم أطايب الطعام ونفائس المأكولات .
قال (ص) :
( نعم الأدام الخل )
أما الاقتصار على تقديم الخبز والخل في بيت الغنّي فهذا أمرٌ قبيح، لأنَّ فيه معنى البخل، والتقصير في حق الضيوف ، لاسيما اذا كان الرسول (ص) منهم .
فلكل مقامٍ مقال ،
ويختلف الأمر من حال الى حال .
-3-
ليس ثمة من تعارض او تناقض في كلام الرسول (ص) ،
وانما الخلل في الفهم السقيم الذي لم يدرك الاختلاف الكبير في الموردين .