العالم المتحضر ..او المتمدن عبارة عن كم من السلوكيات يقوم بها اعضاء المجتمع كل من موقع مسؤوليته لغرض تقديم خدمة أفضل لابناء ذلك المجتمع مع الاصرار على عدم انتهاك كرامة الانسان ، او احداث اي تخديش من الممكن ان يلحق الاذى به .. وعلى هذا الأساس نرى ان حكومات الدول تتبارى فيما بينها و تتنافس بشرف من اجل بلوغ الهدف المنشود وهو خدمة المواطن و تحقيق السعادة المبتغاة له .. و لا اريد هنا ان ابدا بحصر تلك الحكومات التي تقدم خدمات متقدمة لأبنائها ؛ لأن وبعبارة واضحة لا مجال للخوض فيها ، او حصرها .. فهي كثيرة ..ولها صورا تصل الى حد الخيال ، او غير المعقول اذا ما قورنت بحالنا نحن .. ويكفي ان نذكر ان بلدا مثل اليابان يخصص مكافأة مالية مجزية لكل من يدل على (طسة) او حفرة مهما صغر حجمها لكنها تشوه شارع ما في طوكيو ..او مدينة اخرى في بلاد الكمبيوتر .. و مثال ثان.. صديق عاد من تركيا لزيارة اهله التقيته مصادفة في طابور الحصول على ختم السيد (القائممقام ) روى لي بألم كيف أنه نجح في (تحويل ) ملكية شقة في مدينة (انطاليا) التركية كان قد سدد ثمنها للتو من دون ان يبذل جهدا يذكر وخلال مدة خرافية مازدت عن عشر دقائق فقظ قبل ان يقبض سند التملك من موظفة شقراء الشعر ناولته اياه مع انحنأة لطيفة اعقبتها بأبتسامة ألطف كما روى صاحبي وهي تهمس بأذنه (مبارك لك الان انت تمتلك شقة في تركيا ) . اما في دولة مثل الامارات العربية فنرى ما هو اجمل .. الكل يعمل من اجل رضا المواطن واسعاده ؛بل ان الحكومة قررت منذ فترة سابقة افراد وزارة بأكملها اختصت بتحقيق السعادة للمواطن و جهزت طائرات خاصة تنزل عليه من اعلى منزله لتمنحه جواز السفر و المربع الذهبي موفرة له الجهد ومهانة الانتظار امام شبابيك المهانة في الدوائر التابعة للحكومة كما بحدث معنا ، حيث اننا كعراقيين نمضي ساعات النهار من اجل الحصول على توقيع موظف ما لا يكلمنا الا من وراء شبابيك المهانة التي اسمينها ..ليبقى المواطن ذليلا مهملا حتى يقتمع بحتمية الارتماء في احضان المعقبين و اصحاب العلاقات الخاصة ليتوسطوا له كي تتم معاملنه مقابل ان يرمي عليهم حفنة من الالاف . !!.. هذا واقع مؤسساتنا .. والحكومة مطالبة بوضع الحلول المناسبة كي نخرج من هذه الصورة التي تسيء لسمعة البلاد والعباد على حد سواء.
الاراء الواردة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي وكالة انباء "النافذة"