23 Dec
23Dec

قلت‭ ‬لبائع‭ ‬الشاي،‭ ‬أنت‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬مواليد‭ ‬يا‭ ‬عيسى‭ ‬فأجابني‭ ‬وهو‭ ‬يقوم‭ ‬بكيل‭ ‬خلطات‭ ‬الشاي‭ ‬بالهيل‭( ‬هو‭ ‬بائع‭ ‬بالجملة‭ ‬لتلك‭ ‬الخلطات‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الصدرية‭) ‬أجابني‭ ‬باختصار‭( ‬ثمانية‭ ) ‬ففهمت‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬مواليد‭ ‬1948،‭ ‬أضفت‭ ‬قائلا،‭ ‬هل‭ ‬تعلم‭ ‬أنني‭ ‬أعرفك‭ ‬منذ‭ ‬خمسين‭ ‬سنة،‭ ‬رفع‭ ‬رأسه‭ ‬وحدق‭ ‬بي‭ ‬بعينيه‭ ‬الجاحظتين‭ ‬الكبيرتين‭ ‬مثل‭ ‬عيون‭ ‬المجسمات‭ ‬السومرية‭ ‬والمحاطتين‭ ‬بكيسين‭ ‬دهنيين‭ ‬داكنين‭ ‬وقال‭ ‬معقولة‭ ‬وأنا‭ ‬أيضا‭ ‬أقول‭ ‬أين‭ ‬رأيت‭ ‬الحجي،‭ ‬وطلب‭ ‬من‭ ‬بإلحاح‭ ‬وكذلك‭ ‬فعل‭ ‬شريكه‭ ‬الشاب‭ ‬في‭ ‬الدكان‭ ‬بأن‭ ‬أقول‭ ‬لهما‭ ‬أين‭ ‬وكيف‭ ‬تعارفنا،‭ ‬رفضت‭ ‬قائلا‭ ‬أخبرتك‭ ‬مرة‭ ‬ولن‭ ‬أكررها‭. ‬
مازلت‭ ‬أتذكر‭ ‬القصة‭ ‬القصيرة‭ ‬للكاتب‭ ‬بورخيس‭ ‬وهو‭ ‬يحكي‭ ‬عن‭ ‬صاحب‭ ‬المركب‭ ‬الأرجنتيني‭ ‬والذي‭ ‬لا‭ ‬يتذكر‭ ‬فقط‭ ‬كل‭ ‬ركابه‭ ‬بل‭ ‬وحتى‭ ‬ماذا‭ ‬كانوا‭ ‬يلبسون‭ ‬وعدد‭ ‬ضربات‭ ‬المجداف‭ ‬التي‭ ‬لزمت‭ ‬لإيصالهم‭ ‬ووجهاتهم‭ ‬وحتى‭ ‬شكل‭ ‬القمر‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬الليل‭ ‬وكيف‭ ‬كانت‭ ‬الرياح‭ ‬وحتى‭ ‬ما‭ ‬كشفت‭ ‬هذه‭ ‬الرياح‭ ‬من‭ ‬سيقان‭ ‬الراكبات‭ ‬إذا‭ ‬كن‭ ‬نساء‭ ‬وحين‭ ‬تعبث‭ ‬هذه‭ ‬الريح‭ ‬بتنوراتهن‭ ‬فالذاكرة‭ ‬متعبة‭ ‬ومكلفة‭ ‬والنسيان‭ ‬نعمة‭ ‬كما‭ ‬يقولون‭ ‬ولا‭ ‬يدري‭ ‬من‭ ‬ينسون‭ ‬كم‭ ‬نحن‭ ‬نحبهم‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬كانوا‭ ‬مدفونين‭ ‬موتا‭ ‬أو‭ ‬ذاكرة،‭ ‬لكن‭ ‬الذاكرة‭ ‬والنسيان‭ ‬عندي‭ ‬ثيمتان‭ ‬للشجاعة‭ ‬والخوف‭ ‬فالخوف‭ ‬يرادف‭ ‬الذاكرة‭ ‬والشجاع‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬ينسى،‭ ‬من‭ ‬العادي‭ ‬أن‭ ‬يتذكر‭ ‬المريض‭ ‬طبيبه‭ ‬لكن‭ ‬الغريب‭ ‬أن‭ ‬يعرف‭ ‬ويتذكر‭ ‬هذا‭ ‬الطبيب‭ ‬كل‭ ‬مرضاه‭ ‬ومن‭ ‬غير‭ ‬المعقول‭ ‬أن‭ ‬يعرف‭ ‬القبطان‭ ‬كل‭ ‬المسافرين‭ ‬أو‭ ‬يعرف‭ ‬المرياع‭ ‬كل‭ ‬القطيع‭. ‬
وقبل‭ ‬العودة‭ ‬لعيسى‭ ‬بائع‭ ‬الشاي،‭ ‬سأتحدث‭ ‬عن‭ ‬ضياء‭ ‬الذي‭ ‬أقول‭ ‬دائما‭ ‬أنه‭ ‬يشبهني‭ ‬وهو‭ ‬لا‭ ‬يشبهني‭ ‬والذي‭ ‬أصادفه‭ ‬بين‭ ‬الفينة‭ ‬والأخرى‭ ‬فأرى‭ ‬في‭ ‬وجهه‭ ‬نفسي‭ ‬وأخمن‭ ‬وحدة‭ ‬مصيرينا،‭ ‬حتى‭ ‬عرفت‭ ‬مضاربه‭ ‬فهو‭ ‬يوم‭ ‬الجمعة‭ ‬في‭ ‬قشلة‭ ‬المتنبي‭ ‬وفي‭ ‬السبت‭ ‬في‭ ‬مقهى‭( ‬تتنجي‭) ‬حديثة‭ ‬التطوير‭ ‬في‭ ‬ساحة‭ ‬الشهداء‭ ‬وفي‭ ‬بقية‭ ‬الأيام‭ ‬بين‭ ‬مقهى‭ ‬الشابندر‭ ‬أو‭ ‬الزهاوي‭. ‬
لا‭ ‬تربطني‭ ‬بضياء‭ ‬علاقة‭ ‬قوية‭ ‬غير‭ ‬ما‭ ‬افترضه‭ ‬من‭ ‬سوء‭ ‬حظ‭ ‬مشترك‭. ‬في‭ ‬منتصف‭ ‬عقد‭ ‬التسعينات‭ ‬أضفت‭ ‬مغامرة‭ ‬لمغامراتي‭ ‬التجارية‭ ‬بأن‭ ‬اشتريت‭ ‬دكانا‭ ‬لبيع‭ ‬قطع‭ ‬غيار‭ ‬السيارات‭ ‬في‭ ( ‬فلكة‭ ‬83‭)‬،‭ ‬كنت‭ ‬أتردد‭ ‬على‭ ‬أصدقاء‭ ‬هناك‭ ‬ومن‭ ‬بينهم‭ ‬كاكا‭ ‬فريدون‭ ‬أبو‭ ‬علي‭ ‬وهو‭ ‬يقرأ‭ ‬ثرثرتي‭ ‬هذه‭ ‬مقاوما‭ ‬مرض‭ ‬السرطان‭ ‬الذي‭ ‬أكل‭ ‬أحشاءه‭ ‬في‭ ‬مسكنه‭ ‬الجديد‭ ‬في‭ ‬أربيل‭. ‬
فريدون‭ ‬كان‭ ‬تاجرا‭ ‬صعب‭ ‬المراس‭ ‬ومتمكنا‭ ‬من‭ ‬عمله‭ ‬لكنه‭ ‬قرر‭ ‬الهجرة‭ ‬هو‭ ‬وعائلته‭ ‬مثل‭ ‬بقية‭ ‬العراقيين‭ ‬الذين‭ ‬كانوا‭ ‬يحلمون‭ ‬بالخلاص‭ ‬من‭ ‬الحصار‭ ‬والقمع‭ ‬وقتذاك‭ ‬فأقدمت‭ ‬على‭ ‬شراء‭ ‬دكانه‭ ‬رغم‭ ‬جهلي‭ ‬بهذا‭ ‬الكار‭ ‬وأصبحت‭ ‬أتردد‭ ‬عليه‭ ‬عصرا‭ ‬بعد‭ ‬انتهاء‭ ‬عملي‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬العربي،‭ ‬وكان‭ ‬جاري‭ ‬على‭ ‬ميمنتي‭ ‬دكان‭ ‬مختص‭ ‬ببيع‭ ‬قطع‭ ‬غيار‭ ‬سيارات‭ ‬داتسن‭ ‬وكان‭ ‬صاحبه‭ ‬ضياء‭ ‬هذا‭ ‬ويعاونه‭ ‬أو‭ ‬يشاركه‭ ‬شخص‭ ‬دمث‭ ‬يشبه‭ ‬ديستن‭ ‬هوفمان‭ ‬وكنيته‭ ‬أبو‭ ‬أحمد‭ ‬وأصولهما‭ ‬ومشاربهما‭ ‬تختلف‭ ‬عن‭ ‬بقية‭ ‬أهل‭ ‬المنطقة‭ ‬وأصحاب‭ ‬الدكاكين‭ ‬وعلى‭ ‬ما‭ ‬يبدو‭ ‬كان‭ ‬ضياء‭ ‬ضابطا‭ ‬في‭ ‬الجيش‭ ‬وقد‭ ‬تقاعد‭ ‬نهاية‭ ‬الحرب‭ ‬مبكرا‭ ‬لأمر‭ ‬ما‭ ‬ولم‭ ‬نستمر‭ ‬في‭ ‬محلينا،‭ ‬أنا‭ ‬وضياء،‭ ‬ضياء‭ ‬أجبره‭ ‬مالك‭ ‬العقار‭ ‬على‭ ‬إخلاء‭ ‬دكانه‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬تعويض‭ ‬استقواء‭ ‬لأنه‭ ‬غريب‭ ‬على‭ ‬نسيج‭ ‬تلك‭ ‬البيئة‭ ‬كما‭ ‬قلت‭ ‬وأنا‭ ‬وجدت‭ ‬الأمر‭ ‬عبثا‭ ‬وتشتيتا‭ ‬لي‭ ‬فبعت‭ ‬الدكان‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬خسارة‭ ‬ولا‭ ‬ربح‭ ‬وما‭ ‬أن‭ ‬تركنا‭ ‬المكان‭ ‬حتى‭ ‬انفجرت‭ ‬أسعاره‭ ‬وتضاعفت‭ ‬ولابد‭ ‬من‭ ‬الذكر‭ ‬أن‭ ‬كاكا‭ ‬فريدون‭ ‬فشل‭ ‬في‭ ‬مسعاه‭ ‬وعاد‭ ‬خائبا‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬باع‭ ‬كل‭ ‬شيء،‭ ‬دكانه‭ ‬وبيته‭ ‬وكل‭ ‬متعلقاته‭ ‬ولن‭ ‬أنسى‭ ‬مكابرته‭ ‬و‭ ‬جلده‭ ‬عندما‭ ‬عاد‭ ‬لمكانه‭ ‬ولكن‭ ‬هذه‭ ‬المرة‭ ‬بعربة‭ ‬متنقلة‭ ‬أو‭ ‬كشك‭ ‬على‭ ‬الرصيف‭ ‬المقابل‭ ‬لدكانه‭ ‬القديم‭ ‬مختصا‭ ‬ببيع‭ ‬أحزمة‭ ‬الدوران‭ ‬والسرعة‭ ( ‬القوايش‭ ). ‬
من‭ ‬الممكن‭ ‬القول‭ ‬أن‭ ‬تدهور‭ ‬أحوالنا‭ ‬أخذ‭ ‬بالتتابع‭ ‬حيث‭ ‬بدأ‭ ‬بفريدون‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬ضياء‭ ‬وانتهى‭ ‬بي‭ ‬متدحرجا‭ ‬ومقذوفا‭ ‬من‭ ‬القمة‭ ‬وأصبحت‭ ‬أراقب‭ ‬ضياء‭ ‬من‭ ‬بعيد‭ ‬وكذلك‭ ‬صديقه‭ ‬أبا‭ ‬أحمد‭ ‬وقد‭ ‬ساعد‭ ‬ذلك‭ ‬أننا‭ ‬نقطن‭ ‬محلتين‭ ‬متجاورتين،‭ ‬الداوودي‭ ‬والمنصور‭. ‬
طوال‭ ‬تلك‭ ‬العقود‭ ‬الأربعة‭ ‬أو‭ ‬الثلاثة‭ ‬لم‭ ‬تزدد‭ ‬قامة‭ ‬ضياء‭ ‬الممشوقة‭ ‬حفنة‭ ‬شحم‭ ‬بل‭ ‬ولم‭ ‬يغير‭ ‬قميصه‭ ( ‬تي‭ ‬شيرت‭ ) ‬فاتح‭ ‬اللون‭ ‬بخط‭ ‬عريض‭ ‬من‭ ‬لون‭ ‬مغاير،‭ ‬وأول‭ ‬سنوات‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬عام‭ ‬2003‭ ‬سنحت‭ ‬لي‭ ‬صدفة‭ ‬مباركة‭ ‬بأن‭ ‬أكتري‭ ‬سيارة‭ ‬خصوصي‭ ‬تعمل‭ ‬بالأجرة‭ ‬ومن‭ ‬موديل‭ ‬داتسن‭ ‬1980‭ ‬بيضاء‭ ‬وكم‭ ‬فرحت‭ ‬عندما‭ ‬كان‭ ‬السائق‭ ‬ضياء‭ ‬نفسه‭ ‬ولما‭ ‬حييته‭ ‬بقوة‭ ‬رد‭ ‬بحياد،‭ ‬لم‭ ‬يعرفني‭ ‬أبدا،‭ ‬رغم‭ ‬هذا‭ ‬تبادلنا‭ ‬حديثا‭ ‬مرا‭ ‬بين‭ ‬متعوسين‭ ‬كأن‭ ‬قطار‭ ‬الحياة‭ ‬دهسنا‭ ‬بقوة‭ ‬وترك‭ ‬نفس‭ ‬البصمة‭ ‬علينا‭ ‬وهكذا‭ ‬كان‭ ‬علي‭ ‬أن‭ ‬أراقب‭ ‬ضياء‭ ‬الذي‭ ‬يشبهني‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬يعرفني‭. ‬
بعد‭ ‬أن‭ ‬غادرت‭ ‬عيسى‭ ‬بائع‭ ‬الشاي‭ ‬وإفراغي‭ ‬لحمولتي‭ ‬ذهبت‭ ‬لشأن‭ ‬آخر‭ ‬قرب‭ ‬ساحة‭ ‬الشهداء‭ ‬وفي‭ ‬عطفة‭ ‬سوق‭ ‬الشواكة‭ ‬أصبحت‭ ‬وجها‭ ‬لوجه‭ ‬مع‭ ‬ضياء‭ ‬بنفس‭ ‬قامته‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تكسب‭ ‬شحما‭ ‬ونفس‭ ‬تيشرته‭ ‬باهت‭ ‬اللون‭ ‬وبخطه‭ ‬العريض‭ ‬وكأنه‭ ‬علامة‭ ‬لثبات‭ ‬وقتامة‭ ‬ذات‭ ‬المصير،‭ ‬حدقت‭ ‬بوجهه،‭ ‬لم‭ ‬يشخ‭ ‬لكنه‭ ‬انتفخ‭ ‬انتفاخا‭ ‬مرضيا‭ ‬فقرصني‭ ‬قلبي،‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬ضياء‭ ‬يشبهني‭ ‬وبلا‭ ‬وعي‭ ‬هتفت‭ ( ‬هلو‭ ‬ضياء‭ ‬شلونك‭ ‬زين‭ ‬خو‭ ‬ما‭ ‬مريض‭ ) ‬فأجابني‭ ‬متفاجئا،‭ ‬هلو‭ ‬عيني‭ ‬لا‭ ‬لا‭ ‬ماكو‭ ‬شي،‭ ‬لم‭ ‬يعرفني‭ ‬ضياء‭ ‬بالطبع‭ ‬لكنه‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬يشبهني،‭ ‬أحدنا‭ ‬تحرر‭ ‬من‭ ‬مصيره‭ ‬و‭ ‬بؤسه‭. ‬
أما‭ ‬عيسى‭ ‬فتعود‭ ‬معرفتي‭ ‬به‭ ‬إلى‭ ‬منتصف‭ ‬عقد‭ ‬السبعينات‭ ‬عندما‭ ‬كنا،‭ ‬أنا‭ ‬وأخي‭ ‬ندير‭ ‬دكانا‭ ‬لبيع‭ ‬بطاقات‭ ‬اليانصيب،‭ ‬ورغم‭  ‬كراهيتي‭ ‬لهذا‭ ‬العمل‭ ‬فمازالت‭ ‬ذاكرتي‭ ‬تحتشد‭ ‬بأرقام‭ ‬البطاقات‭ ‬الفائزة‭ ‬بالجائزة‭ ‬الأولى‭ ‬ورابحيها‭ ‬وباعة‭ ‬اليانصيب‭ ‬الذين‭ ‬نزودهم‭ ‬بحصصهم‭ ‬وحتى‭ ‬الزبائن‭ ‬العابرين‭ ‬وكذلك‭ ‬المدمنين‭ ‬مثل‭ ‬عيسى‭ ‬الذي‭ ‬أعترف‭ ‬لي‭ ‬بعد‭ ‬خمسين‭ ‬عاما‭ ‬أنه‭ ‬ربح‭ ‬الجائزة‭ ‬الثانية‭ ‬منا‭ ‬فاشترى‭ ‬بها‭ ‬بيتا‭ ‬لكنه‭ ‬لم‭ ‬يخبرنا‭ ‬بذلك‭ ‬وقتها‭ ‬وعلى‭ ‬كل‭ ‬حال‭ ‬لن‭ ‬أخبر‭ ‬عيسى‭ ‬بتاريخ‭ ‬معرفتي‭ ‬به‭ ‬وليهنأ‭ ‬الشجعان‭ ‬بنسيانهم‭ ‬وسأظل‭ ‬مطاردا‭ ‬بخوف‭ ‬ذاكرتي‭. ‬بالمناسية‭..‬فريدون‭ ‬مواليد‭ ‬1950‭ ‬وضياء‭ ‬1951‭. ‬



الاراء الواردة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي وكالة انباء "النافذة"


تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - وكالة انباء النافذة